أخبارصحيفة البعث

لبنان يدين الهجوم السيبراني الإسرائيلي المعادي على المدنيين ويصفه بالتصعيد الخطير

نيويورك-بيروت-سانا     

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال بأشد العبارات الهجوم السيبراني الإسرائيلي الذي أدى إلى تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال “بايجر” في مناطق لبنانية عدة، وقالت الخارجية اللبنانية في بيان لها: “إن هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتعمد يترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان على نطاق واسع، وتصلب المواقف الإسرائيلية الداعية إلى مزيد من سفك الدماء والدمار والخراب”، مضيفة: إنه بعد التشاور مع رئاسة مجلس الوزراء باشرت الخارجية بتحضير شكوى إلى مجلس الأمن في هذا الخصوص فور اكتمال المعطيات الخاصة بالاعتداء.

واستشهد ثمانية لبنانيين بينهم طفلة، وأصيب المئات في تفجيرات أجهزة اتصال كانت بحوزتهم في عدد من المناطق اللبنانية المختلفة، وأكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن “هناك 8 شهداء حتى الآن نتيجة انفجار أجهزة بايجر ونحو 2750 جريحاً بينهم 200 حالة حرجة في 100 مستشفى”، مشيراً إلى أن أغلب الإصابات في اليد والوجه والبطن.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام ذكرت في وقت سابق أنه تم بواسطة تقنية عالية تفجير نظام اتصال أجهزة “البايجر” المحمولة باليد، وقد أفيد بوقوع عشرات الإصابات في عدة مناطق لبنانية، مشيرةً إلى أن فرق الإسعاف تعمل على نقلهم إلى المستشفيات.

كذلك تعرض السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني لإصابات طفيفة جراء انفجار جهاز اتصال كان بحوزته، حيث أكدت زوجة السفير في منشور على حساب الأخير في الفضاء الافتراضي: “إن الوضع الصحي لزوجي الدكتور مجتبى أماني الذي تعرض لإصابات طفيفة إثر انفجار جهاز اتصال جيد، وقد مرّ الحادث على خير”.

من جانبها، حملت المقاومة الوطنية اللبنانية، العدو الإسرائيلي مسؤولية تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية، مؤكدةً في بيان أنه “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم فإننا نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضاً، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء، وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”، وأن هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم.

وكانت وزارة الصحة العامة في لبنان قد بينت أنه نظراً للأعداد الكبيرة للإصابات التي تم تسجيلها بعد ظهر اليوم فقد تبين بصورة أولية أن الإصابات تتصل بتفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين، وطلبت الصحة من جميع العاملين الصحيين الاستنفار التام، ولاسيما لتقديم العلاجات الطارئة للأعداد الكبيرة من المصابين الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات والتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني للتبرع بالدم تحسباً لأي طارئ، كما توجهت بالطلب من جميع اللبنانيين الذين يمتلكون أجهزة اتصالات لاسلكية الابتعاد عنها ريثما تتبين حقيقة الانفجارات.

وتشهد معظم المستشفيات في الجنوب والضاحية والبقاع عملية نقل الجرحى إليها بعد وجود عدد من الإصابات في القطاع الشرقي في مختلف بلدات قضاء مرجعيون.

وفي وقتٍ سابق، قدمت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك شكوى أمام مجلس الأمن الدولي، بعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي آلية تابعة للدفاع المدني في بلدة فرون بقضاء النبطية، ما أدى إلى استشهاد أربعة من عناصره كانوا في مهمة لإطفاء حريق أشعله القصف الإسرائيلي، وحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أدان لبنان بشدة في الشكوى التي قدمها “الاعتداءات الإسرائيلية غير الإنسانية المتكررة والمتعمدة وغير المبررة ضد عمال الإغاثة والإسعاف والمراكز الصحية والمؤسسات الاستشفائية، والتي تعدّ انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان، وللقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني”، كما دعت الشكوى الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى “إدانة هذه الجرائم ومحاسبة “إسرائيل” والضغط عليها بكل الوسائل من أجل أن تلتزم بالقوانين والأعراف الدولية”.

إلى ذلك، استشهد ثلاثة أشخاص وأصيب اثنان آخران بجروح إثر غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة بليدا في الجنوب اللبناني، حيث شن طيران العدو الإسرائيلي الحربي غارة قبل ظهر اليوم على بلدة بليدا أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين بجروح، كما استهدفت مسيرة إسرائيلية معادية مجرى نهر الليطاني عند أطراف بلدة دير سريان ما أوقع أضراراً مادية واستشهد شخص وأصيب آخران أمس في غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة حولا جنوب لبنان.