“على نهج النبوة” معرض فني احتفاءً بالمولد النبوي وأسبوع الوحدة
ملده شويكاني
احفتاءً بعيد المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، أقامت صالة الشعب للفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية، معرضاً بعنوان “على نهج النبوة”، شارك فيه عدد من الفنانين السوريين والإيرانيين، وأعضاء جمعية بيت الخطّ العربي والفنون.
وجسد الفنان والخطاط أحمد كمال قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه “لم أرَ قبله ولا بعده مثله” في وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون محور لوحته الحروفية بالخطّ الكوفي المصحفي بلا تنقيط وتشكيل.
وقد وثّق المعرض في جانب منه أقوال الإمام الخامنئي بالتصوير عن وثائق خطية مصوّرة، مثل وثيقة “تآزر المسلمين أمر ضروري” وقال فيها: “إن وحدة المسلمين ليست أمراً تكتيكياً، إن البعض يعتقد بأننا يجب أن نتحد مع بعضنا بسبب ظروف معينة لا، إنها مسألة مبدأ، تآزر المسلمين أمر ضروري، إذا اتحد المسلمون فسوف يتآزرون ويصبح الجميع أقوياء، وعندما يكون هناك مثل هذا التآزر، حتى أولئك الذين يريدون التعامل مع غير المسلمين، يدخلون في هذا التعامل بأيد ممتلئة”.
كما تطرق الإمام الخامنئي في وثيقة “الوحدة هي اليد الضاربة” التي ترافقت مع بوستر لليد وحولها صور مختلفة للمقاومة والعلم الفلسطيني في مواجهة رئيس الوزراء في حكومة العدو الصهيوني “بنيامين نتنياهو”، وأشار فيها إلى أهمية الوحدة بمواجهة أمريكا والكيان الصهيوني، وفي وثيقة “شخصية النبي محور للوحدة الإسلامية”، التي دعا فيها إلى العمل على أبعاد شخصية الرسول وسيرته وأخلاقه وتعاليمه المأثورة.
بالإضافة إلى تصوير لوحات رسمها إيرانيون بتعبيرية بسيطة من حيث الشكل واللون، لتعبّر عن فحوى آيات من القرآن الكريم، جمعت بين التشكيل وخطّ النسخ لآيات من القرآن الكريم المصوّرة عن اللوحة التي تضمنت الآية رقم 105 من سورة آل عمران “ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم”، وترافقت مع صف من الطيور يمسك بحبل واحد، في حين تخلف واحد منهم ليكون فريسة القناص.
أما مشاركة السوريين فتنوعت بالتشكيل الحروفي واللوحات الحروفية بأنواع متعددة من الزخارف والخطوط القديمة والمعاصرة بأساليب مختلفة، وإن بدا حضور الخط الكوفي المصحفي الأكبر، واستمدوا لوحاتهم من آيات من القرآن الكريم، والبسملة ولفظ الجلالة، واهتموا بإحياء الألوان الترابية القديمة في جانب كبير من الأعمال.
وقد قدم الفنان والخطاط أحمد كمال أربعة عشر عملاً استمد أغلبها من القرآن الكريم، منها الآية 18من سورة فاطر”ولا تزر وازرة وزر أخرى”، بتشكيل حروف متفرقة على شكل حلزوني يومىء بالدوران، على خلفية تكعيبية لهياكل غامضة، ونوّه إلى لوحة “محمد رسول الله وبالأعلى الله لفظ الجلالة” التي نفذها بنقطة النستعليق، ونوّع بين اللوحة التشكيلية الحروفية والحروفية، وركز على الخط الكوفي المصحفي في أعماله.
وشاركت ريم قبطان رئيسة جمعية بيت الخط العربي والفنون بعملين بخطوط مغايرة، فتوقفت عند الأول وهو البسملة الشريفة بخط البستان المطوّر عن خطوط عدة، وقد ابتدعه الخطاط السوري جمال البستاني، ورسمته بأسلوب تقليدي بالحبر على الورق ضمن إطار التذهيب بالدمج بين الزخرفة الأندلسية بمضلع هندسي والزخرفة النباتية مع الورد والتذهيب، ونفذت العمل الثاني الآية 137 من سورة البقرة “فسيكفيكهم الله” محاطة بعلامات التشكيل المنتثرة حولها بأسلوب معاصر بالخط الكوفي الفاطمي بألوان الإكليريك المبهجة للأصفر والزهري والتذهيب، وأضافت أن الخط العربي من التراث، لكنه يكتب بشكل معاصر أيضاً وقابل للتجدد والتطور.
بدوره، أشار أدهم فادي الجعفري الذي يشتغل بنوع الكلاسيك إلى أنه في بعض الأعمال يخرج إلى الحروفية، لكن ضمن إطار كلاسيكية الحرف، حتى الحروفيات حول محور اللوحة تكون منضبطة بقواعدها على الرغم من الحركة واللون، وتابع: “قدمتُ عملين، الأول آية رقم 1من سورة الفتح “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً” وأدخلت فيها الخط الديواني داخل الثلث، وهي مبنية على قسمين ما يعطيها بعداً آخر، وبحركة مختلفة باللون والتذهيب، أما سورة “الإخلاص” فجسدتها بكتلة واحدة بإطار كلاسيكي بتجريد بحت بخط الثلث باللون الأسود.
عبد السلام النجار خطّ بالنستعليق الآية الأخيرة من سورة نوح بأسلوب تركيب كلمات وحروف لتكوين كتلة حروفية متوازنة مدروسة بحوافها وتقنياتها بألوان خشبية وفحم.
في حين خطّ علاء الغبرة آية الكرسي بالدمج بين خط قديم ومعاصر بأسلوبه بين خط البستان والكوفي المصحفي مع زخرفة عشوائية نباتية بطابع قديم بألوان ترابية مع الأخضر، كما أظهر معتصم الشيخ قوة الترابط بين الخط والتوازن اللوني بخط الثلث للمعوذتين.
وتوقفت “البعث” مع رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين المهندس عرفان أبو الشامات الذي أشاد بالمعرض وبالتعاون بين المستشارية الثقافية الإيرانية والاتحاد، متمنياً الاستمرار بهكذا نشاطات للارتقاء بالفنّ التشكيلي على المستوى الأفقي بالكم والمستوى الشاقولي بالنوعية.
وأكدت رئيسة فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين المهندسة مهى محفوظ ضرورة إحياء الألوان الترابية القديمة وتجديدها من خلال بعض الأعمال.