مساعٍ جادة ومهمة لتطوير سلالة نحل العسل المحلي ومكافحة الدبور الأحمر
دمشق – ميادة حسن
تعدّ تربية النحل من النشاطات الزراعية الرئيسية في زيادة الإنتاج بالكمية والنوع في العالم، وهي من المشاريع الأسرية الصغيرة التي تمارس في كافة الدول، وتساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستويات الأسرة والاقتصاد الوطني، كما أن لها دوراً كبيراً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقضاء على الفقر والجوع، وتساهم في تحقيق المساواة بين الجنسين والتأقلم مع البيئة والمناخ والحياة البرية، والنحل هو أحد الملقحات الرئيسية للمحاصيل الزراعية، ويكفي القول إنه إذا انقرض النحل ستفقد البيئة جميع النباتات التي تقوم النحلة بتلقيحها وجميع الحيوانات التي تأكل هذه النباتات وما إلى ذلك من السلسلة الغذائية، لذلك تمّ إحداث مديرية تربية النحل في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي استناداً لقرار رئيس المجلس الزراعي الأعلى رقم 16/1985 وتمّ تحديد مهامها وأقسامها ودوائرها المركزية في المحافظات وإحداث مراكز لتربية النحل ومناشر لتصنيع الخلايا الخشبية.
رئيسةُ دائرة النحل والحرير في مديرية وقاية النبات إيمان رستم تحدثت لـ”البعث” عن عمل وزارة الزراعة في تطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل ومهنة النحالة، حيث تمّ إطلاق مبادرات تسهم في نشر الطرق الحديثة في التربية ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية، وتحسين الجودة بما يؤدي إلى تحقيق عوائد اقتصادية أعلى. ولفتت إلى أن الوزارة وضعت خطة لتطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، وتعتمد هذه الخطة على عدد من البرامج التي تساهم في تحقيقها، وهي برنامج تحسين وتطوير سلالة نحل العسل المحلية وحمايتها، حيث تمّ تأهيل مركز الرحملية في اللاذقية كمركز لتأصيل وتحسين هذه السلالة، كما تعمل الوزارة على برنامج تطوير البنى التحتية ورفع وتنمية كفاءة مراكز تربية النحل وبناء القدرات، وتنظيم وتنمية المراعي النحلية وحمايتها، بالإضافة إلى برنامج تطوير صناعة النحل وإنتاج العسل وتشجيع الاستثمار وبرنامج تطوير الخدمات الإرشادية والزراعية والبحث العلمي.
وبيّنت رستم أن الوزارة تقيم الدورات التدريبية وورشات العمل والمحاضرات والندوات الإرشادية الموجهة لفئة الفنيين والنحالين، بما يتناسب مع احتياجات وظروف النحالين في كل منطقة، وتطبيق الأساليب الإرشادية في مجال تربية النحل وإنتاج العسل في عدد من المناطق ذات الميزة النسبية في هذا المجال، وإنشاء مناحل إرشادية نموذجية تابعة للوزارة، وتأمين احتياجاتها من المواد والأدوات النحلية حتى تؤدي عملها الإرشادي المنوط بها من تعريف الفنيين والنحالين بالأساليب الحديثة للتربية، وكذلك إعداد النشرات والمطويات والكتيبات الإرشادية المتعلقة بتربية النحل والوقاية من آفاته.
وبحسب رستم، لا يقتصر دور الوزارة الإرشادي على ذلك، وإنما تقدم الخدمة الإرشادية في مناحل المواطنين من قبل الفنيين المختصين المكلفين بالزيارات الميدانية وتعريف النحال بالطرق الحديثة والممارسات النحلية الصحيحة، ودراسة العينات المرضية وتحليل العسل ومنتجات الخلية ومنح أذونات الترحيل بين المحافظات والتنسيق مع الإرشاديات لإمكانية استيعاب القرية لعدد محدّد من الخلايا “الحمولة الرعوية”، بالإضافة إلى إنتاج طرود النحل والملكات المحلية، وبيع الخلايا الخشبية بأسعار تشجيعية مع تسهيل تصدير الفائض من العسل والترويج لهذه المادة من خلال المعارض ومنافذ بيع المرأة الريفية التابعة لوزارة الزراعة.
وأشارت رستم إلى التشريعات والقرارات الناظمة لتربية النحل في سورية، وكان أهمها القرار 86/لعام 2004 الناظم لمهنة تربية النحل والقرار 122 لعام/2022 الخاص باستيراد وتصدير النحل ومنتجات الخلية، وتلاها عدة قرارات تتعلق بإجراءات التشخيص والوقاية من آفات النحل ومكافحتها وقرارات خاصة بتشكيل لجان لتنظيم حملة مكافحة الدبور الأحمر.