أرقام مخيبة…؟!
بشير فرزان
تثير المتوالية الرقمية الزراعية الكثير من إشارات الاستفهام حول القيم الإنتاجية، ومدى صحة أرقامها التي غالباً ما تكون مبشّرة في بداية الموسم بتوقعات عالية للإنتاج، ثم تتكشّف الحقائق عند الحصاد لتكون النتائج مخيبة للآمال. وهنا تتعرّى التصريحات الزراعية بأرقام متواضعة هزيلة، كما حصل سابقاً في محصول القمح وغيره من المحاصيل، ومنها النباتات الطبية الطبيعية التي يوجد منها في بلدنا نحو ٣٦٠٠ نوع.
واللافت في ملفّ النباتات الطبية والعطرية ضآلة الأرقام التي تقدّمها لنا وزارة الزراعة ودائرة النباتات العطرية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، حول المردود المادي والإنتاجي للهكتار المزروع بالنباتات الطبية، وذلك بحسب الدراسات التي تُجرى، حيث لم تكن الأرقام المقدّمة بمستوى التوقعات، بل كانت محبطة وغير منسجمة مع سلسلة التصريحات التي أشبعتنا وعوداً عن مستقبل هذه الثروة الوطنية، وعن عوائدها الاقتصادية الكبيرة، فأين هي الجدوى الاقتصادية من هذه الزراعات؟ وأين يكمن إنجاز مركز الأبحاث الزراعية الذي يمطرنا (وفق ما يصرّح به) بالكثير من البحوث الواعدة والتي تضع الإنتاج الزراعي في بلدنا على سكة التطور والارتقاء بالسلالات الزراعية المختلفة.
وبصراحة، من المستبعد أن يكون هناك خطأ في الأرقام المقدّمة، حيث يستمر مسلسل الخسائر الزراعية التي تبرز تماماً من خلال الأرقام، والتي كلما قرأناها زادت حيرتنا وتساؤلاتنا حول حقيقة ما يجري في القطاع الزراعي، والمصداقية الرقمية التي نبحث عنها، وعن الجدوى العلمية والاقتصادية للأبحاث الزراعية التي لا تستنبط إلا خيبات الأمل!
فهل من تفسير واقعي لما يجري؟ أم يبقى عمل الجهات الزراعية في “خانة اليك”، وتستمر تصريحاتها على وقع الإنجاز الوهمي؟!!