مجلس طرطوس يختتم أعماله على وقع أزمة مياه مزمنة
طرطوس – لؤي تفاحة
وسط غياب أية حلول متصورة أو جذرية، أنهى مجلس محافظة طرطوس أعمال دورته العادية الخامسة أمس بجملة مكررة، تعكس في غالبيتها وجع الناس، وفي مقدمتها مشكلة المياه وعدم توفرها بالشكل المطلوب في ريف المحافظة، بالإضافة لمشكلة النقل وتقطع السبل بالمواطنين جراء تخفيض مخصصات المحافظة من الوقود المخصص لنقل السرافيس العامة، بالإضافة لمشاكل أخرى تتعلق بالزراعة.
وطالب عضو المجلس سعيد حيدر بضرورة تأمين طابق اضافي لمدرسة العنابية، نظرا لاكتظاظ الطلاب وتوسع القرية القريبة من مركز المدينة، مع العمل على أنجاز دراسة عملية لتسويق الحمضيات.
كما طالب عضو المجلس علي سليمان بضرورة المحافظة على مدير المدرسة الناجح وليس استبعاده بحجة مضي أكثر من اربع سنوات، الأمر الذي يتطلب من وزارة التربية إعادة النظر بمثل هذه القرارات التي تنعكس سلبيا على العملية التدريسية والتربوية مع الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الطالب بالمقام الأول.
وتساءل عضو المجلس محمود الشمالي عن سبب تغيبب مجلس مدينة الدريكيش عن مهرجانها السنوي، وهو المعني الأول بهذا المهرجان السياحي والشعبي الذي يعكس الوجه الجميل والحضاري للمنطقة، كما تحدث عدد من الأعضاء عن غياب الدراسات العلمية لواقع الزراعات المحمية وحلول الزراعات الاستوائية محلها، الأمر الذي سيؤدي، في المستقبل القريب، لانقراض الزراعات الأساسية، بالاضافة للآثار الضارة للزراعات الحديثة على التربة، إضافة لواقع طريق الدريكيش وضرورة صيانته بشكل مستمر، وقضايا تتعلق بواقع النظافة في المدينة ومشاكل الاشغالات على الأرصفة من قبل أصحاب المحلات التجارية وفوضى الأسعار وعدم القدرة على ضبطها بحجج كثيرة.
وخلال رده على مجمل التساؤلات، تحدث المحافظ فراس أحمد الحامد عن وجود عوز مائي في بعض القرى، مشيراً بالوقت نفسه إلى أن المشكلة ليست طارئة أو حديثة، وأنما هي من مشاكل المحافظة المزمنة، رغم التحسن الملحوظ التي طرأ في الكثير من المناطق، ومع ذلك ما زال هناك صعوبة بتأمين مياه الشرب بالشكل الأمثل، ووهذه المشكلة تحتاج لتوفر مبالغ كبيرة وإمكانيات مادية ضخمة ليس بالمقدور تأمينها، ويجري العمل على تلبية خدمات مشاريع المياه بحسب الأولويات والإمكانيات المتوفرة، حيث تعمل المحافظة بالتعاون مع وزارة الموارد المائية بشكل دائم على تخديم محطات الضخ وإيصال المياه.
وبخصوص واقع العمل في مجلس مدينة طرطوس، ولا سيما لجهة الاشغالات، وجه المحافظ مجلس المدينة بضرورة معالجة وقمع ظاهرة التعدي على الأرصفة و مخالفة المخالفين؛ وبالنسبة لمراحل العمل في حديقة مقر الشرطة العسكرية سابقا، وبعد توقف الأعمال لفترة قصيرة، وورود مبلغ 500 مليون ليرة من قبل الوزارة، سيتم العمل على استكمال الأعمال المتعاقد عليها.
وبخصوص واقع النقل في المحافظة، بيّن الحامد أن المشكلة لا تخص طرطوس فقط، بل كافة المحافظات، وهي تتعلق بنقص المادة وعدم توفرها بالشكل المطلوب، ومع ذلك فإن المحافظة تعمل بشكل مستمر للتخفيف من آثار هذا الواقع بما يلبي وصول المواطن من وإلى منزله بالحدود المقبولة. وأما الحديث عن ضرورة وجو كلية للحقوق في المحافظة، فقد أوضح المحافظ أن المشكلة تتعلق بوجود الكوادر الإدارية والتدريسية آملاً صدور قرار بإحداث هذه الكلية في العام القادم.
كما لفت المحافظ إلى أن العمل يجري على قدم وساق بخصوص إنجاز المخطط التنظيمي للمنطقة الجنوبية، في وادي الشاطر والرادار، بالتنسيق مع وزارة الأشغال، واعداً بأن يتم الانتهاء من هذه الأعمال قبل نهاية العام الحالي، كما بيّن أنه سيتم العمل على إحداث مسرب إضافي يربط شارع الثامن من آذار بمشفى الباسل خلال هذه الفترة بما يكفل تخديم المنطقة بالشكل الافضل.