رياضةصحيفة البعث

رهان خطير من اتحاد الكرة على المدرب الإسباني الجديد

ناصر النجار

التصريحات الأخيرة لمسؤولي كرة القدم المحلية تشير إلى أن كلّ مشكلات كرتنا وهمومها سنضعها في سلة المدرّب الإسباني خوسية لانا ليعالجها، وبدأ البعض يصوّر المدرّب على أنه المنقذ لكرتنا وهو الذي “سيشيل الزير من البير”، وهذا التصور لن يكون بمصلحة كرتنا، لأننا سبق وهلّلنا للمدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر، وأمسك بالقيادة، فخرجت كرتنا من التصفيات الآسيوية من أوسع الأبواب، وهو اليوم سعيد بما قبضه من مال، ونحن نلملم جراح الخروج المحزن، ولم يكن التونسي نبيل المعلول بأكثر حرصاً على كرتنا منا، فنال ما نال من مال وذهب غير مأسوف عليه، لذلك علينا أخذ العبر من تجاربنا ومن تجارب غيرنا، حتى لا نقع بالفخ مرة ثالثة ورابعة وعاشرة.
المشكلة ليست بخوسيه لانا، فالمدرّب يبحث عن عمل مميّز وعن خطة وضعها وسنتبيّن تفاصيلها لاحقاً، وسيجتهد في ذلك، وهو يراهن على نجاح عمله لأنه نجاح له على الصعيد الشخصي، فالأمر الطبيعي أن يقدّم نفسه على الصعيد العربي والآسيوي من خلال منتخب سورية، وأن يدخل هذا المجال بعد أن سبقه الكثير من المدرّبين الأوروبيين ونالوا شهرة كبيرة في ربوع بلاد العرب.
الملاحظات التي نبديها على المدرّب عديدة، وهي ضرورية لضمان تحقيق أهداف كرتنا، وللاستفادة القصوى من خبرة ومهارة المدرّب، وهي على الشكل التالي، أولاً: المترجم من طاقمه وهو مصري، أي إننا خارج التكوين العملي لعمل المدرّب، والمفترض ألا نقع بفخ كوبر عندما كان المترجم المصري يدير الأمور بيننا وبين كوبر، فهل سنبقى نثق بالمترجمين إلى الأبد، وألا ينبغي أن يكون لدينا مترجم محلي ثقة ليطلعنا على ما يجري؟.
أصرّ المدرّب على ألا يكون ضمن طاقمه أي مدرّب محلي، ونحن هنا نتحفظ على ذلك، فالمدرّب المحلي في أقل تقدير يعيش فترة معايشة مع المدرّب الإسباني ويطلع في الوقت نفسه على ما يجري، وإذا انسحب المدرّب وطاقمه لأي سبب، فالمدرب الوطني قادر على المتابعة حتى يتمّ الاستعانة بمدرّب جديد.
لا نظنّ أن خوسية ساحر، ولا نظنّ أنه سينشل كرتنا من موقعها المتأخر، إذا نحن لم نعمل وفق أصول كرتنا فلن ننجح ولو كان لدينا مئة مدرّب مثله، ولأن اتحاد الكرة في تصريحاته يذكر دائماً أن الهمّ والاهتمام هي القواعد، فالبوصلة يجب أن توجّه إلى أنديتنا، وأنديتنا إذا لم تدخل عالم الاحتراف الصحيح بكرة القدم على مستوى القواعد فلن يكون هناك كرة مستقبلية طموحة، وستضطر كرتنا للاعتماد على اللاعبين الجاهزين في الغربة!