التراكمات تعيد الشغب إلى صالاتنا مجدداً.. والمطلوب وقفة حازمة
حلب- محمود جنيد
كان من المنتظر الوقوف دقيقة صمت حداداً على روح لاعب منتخبنا الوطني للشباب ونادي الحرية غيث الشامي قبل لقاء أهلي حلب مع بيروت اللبناني ضمن بطولة السوبر الدولية الودية لكرة السلة أمس، لكن الذي حصل أن وقفة الحداد كانت على الروح والأخلاق الرياضية التي فاضت في صالة الفيحاء الرياضية نتيجة الأحداث التي عطّلت إقامة المباراة على مرأى ومسمع من المتسمّرين أمام الشاشة لمتابعة اللقاء، وأفضت لانسحاب فريق أهلي حلب من البطولة بقرار من مجلس الإدارة معللاً إياه بالحرص على سلامة لاعبي الفريق وجمهور النادي الحاضر في الصالة، من ممارسات البعض ممن وصفهم بالموتورين في صالة الفيحاء الذين تهجّموا واعتدوا بالضرب على الجمهور واللاعبين ورشقوهم بزجاجات المياه، مع تحميل اللجنة المنظمة مسؤولية الأحداث التي سبقت انطلاق المباراة المذكورة!.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف وقع العلم الذي يحمل شعار نادي الاتحاد – أهلي حلب بقيمته الرمزية، من بين مثيلاته المعلقة على الهيكل في سقف صالة الفيحاء بتلك الطريقة، ودون غيره، وسط هتافات مسيئة أجّجت الأمور وأشعلت فتيل الأحداث؟، ومن دبّر ذلك ومن المسؤول عنه، وأين اللجنة المنظمة ورجال حفظ النظام ودورهم في السيطرة على الموقف وإخماد الفضيحة؟.
من جانبه جمهور الأهلي، وفي ردّة فعله على حادثة الأمس التي أكد اتحاد السلة بأنه سيلجأ إلى تسجيلات الفيديو المتاحة للكشف عن هوية المتسبّبين بحدوث الشغب وتقديمهم للجهات المختصة، أثنى بغالبيته على قرار الانسحاب مع التأكيد بأن الأمر مدبر ومفتعل، بينما عتب البعض الآخر على الإدارة وانتقد قرارها بالمشاركة بالبطولة من أساسه لأنها تقام في معقل الغريم التقليدي، ومن المتوقع أن تصدر هكذا إساءات عن البعض المتهور من جمهوره، في حين ذهبت مخيلة آخرين إلى فرضية المؤامرة من قبل خصوم إدارة الوحدة الحالية لتوريطها، وهناك من اعتبر أن إدارة الأهلي استغلت الفرصة التي أتتها على طبق من ذهب للظهور بهيئة فارس المواقف البطل، وفي الوقت نفسه تجنّب خسارة فادحة متوقعة أمام فريق بيروت اللبناني، وبعدها أمام الوحدة في حال التقى الفريقان في الدور التالي!.
وبالنتيجة فإن الأسباب والروايات تعدّدت، لكن الفضيحة المخجلة كانت واحدة، والقادم سيكون أعظم إن لم يعالج مع تراكمات الخلاف المرحّلة التي أخذت أبعاداً غير رياضية، تغذيه عقول موتورة طائشة بعد أن ضاعت منها سبل الرشاد، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة حازمة من جميع الجهات المعنية بأعلى مستوياتها لإيقاف تلك المهازل ومعاقبة كل مسيء قبل حدوث انهيارات أعظم، فالرياضة كانت وستبقى أسمى من ذلك.