علاج الشغب لا يكون بردود الأفعال والمطلوب أفكار جديدة!
المحرر الرياضي
في الخبر: “أسفر اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام لمناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها تجاه حالات الشغب التي حدثت في بطولة السوبر الثالثة لكرة السلة المقامة حالياً في دمشق عن قرارات أبرزها توجيه إدارة نادي الوحدة بالإيعاز لجميع الروابط والتجمعات في النادي لحل نفسها تحت طائلة المسؤولية القانونية، وتوجيه مجلس إدارة الاتحاد العربي السوري لكرة السلة بتقديم الفيديوهات والصور والأسماءالمسؤولة عن حالات الشغب (محرض ومتدخل وفاعل) للجهات المختصة، وتوجيه مجلس إدارة نادي الوحدة بتقديم أسماء الأشخاص المسؤولين عن حالات الشغب، مع تشكيل لجنة تحقيق مهمتها دراسة كل حالات الشغب التي حدثت واتخاذ الإجراءات الصارمة قبل بدء الموسم القادم”.
الاجتماع كان ردة فعل منطقية من قبل المنظمة الأم في ضوء حادثة الشغب التي جاءت في بطولة ودية تشهد مشاركة فرق عربية، لكن ردة الفعل هذه كانت متأخرة ليس فيما يخص مسابقة السوبر، بل في معالجة ظاهرة الشغب التي تفشت وازدادت بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
في اللعبتين الجماهيريتين (كرة القدم، كرة السلة) ومسابقاتهما بات الشغب مستفحلاً بشكل واضح للعيان وبات يتخذ صوراً جديدة فانتقل من الملاعب والأندية ليصل لنشر الحساسية بين المدن والمحافظات، وكل ذلك تحت أنظار اتحادي اللعبتين ومن خلفهما المكتب التنفيذي، فجاءت المعالجة سطحية لما يحصل دون الدخول في جوهر المشكلة.
ولعل النقطة الأبرز أن العلاج دائماً يكون لنتائج الشغب أي بعد حصوله لتأتي العقوبات المالية والانضباطية التي كانت مؤثرة بشكل بسيط على العدد الكلي لحالات الشغب، لكن لحد اللحظة لم نرى معالجة للأسباب التي توصل البعض من الجماهير ليفتعل الشغب ويؤثر على سير الحدث الرياضي ونجاحه.
الجميع متفق على أن ظاهرة الشغب ظاهرة عالمية لا تخص رياضتنا فقط ، لكن العلاج بالطرق البسيطة من عقوبات يتم العفو عنها لاحقاً وغرامات لم تجد نفعاً على المدى المنظور، لذلك لا بأس من أن يحاول المكتب التنفيذي فيما تبقى من عمر الدورة الرياضية الحالية أن يستفيد من تجارب دول كانت تعاني من الشغب وأن يفكر بطرق جديدة تحفظ جمالية الحضور الجماهيري للمباريات دون أن تسيء لقدسية الرياضة وأخلاقها، فما حصل أمس الأول يدق ناقوس الخطر بأننا مقبلون على أمور أكثر خطورة في الموسم الجديد إذا لم تكن الحلول حازمة ومبنية على أسس واضحة لا مجرد ردود أفعال لا طائل منها مستقبلاً.