صحيفة البعثمحليات

رد من وزارة الزراعة

إشارة إلى ما نشر في جريدة البعث بتاريخ 18/9/2024 تحت عنوان:

(أرقام مخيبة…؟!)

نبين ما يلي:

الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية هيئة بحثية علمية تُعنى بشكل أساسي بإجراء البحوث والدراسات العلمية، ولا تصدر البيانات الإحصائية للإنتاجيات ومردود وحدة المساحة بل لنتائج التجارب التي تنفذها فقط.

إذ تقوم الهيئة العامة للبحوث العلمية /إدارة بحوث البستنة/ بإدراج عدد من الأبحاث الخاصة بالنباتات الطبية والعطرية ضمن خطتها الفنية السنوية وفقاً للإمكانات والموارد المتاحة وتتركز في عدة محاور:

–  بحوث تطوير وتحسين إنتاج النباتات الطبية والعطرية.

– بحوث التوصيف المورفولوجي والانتخاب بهدف زيادة نسبة المواد الفعالة.

– بحوث إدخال أصناف جديدة لدراسة مدى تأقلمها مع البيئة السورية والمعاملات الزراعية.

لقد تم حصر الأنواع النباتية المنتشرة في سورية عام 1983 لأكثر من 3000 نوع نباتي من مختلف الأنواع، ولكن يصعب بالظروف الراهنة تحديث الدراسة المتعلقة بعدد وماهية الأنواع النباتية الموجودة حالياً، رغم وجود ما يشير إلى إمكانية حدوث بعض التغيرات كندرة أو ربما فقدان بعضها من بعض المناطق، ولذلك لا يوجد عدد صريح وواضح لأعداد النباتات الطبية والعطرية كون أغلبها منتشرة بشكل طبيعي وبري ضمن البيئة السورية، وهناك العديد من العوامل التي تهدد انتشار الأنواع النباتية مثل التوسع العمراني والحرائق في الغابات والرعي أو الجمع الجائر وغيرها.

وانطلاقاً من إدراكنا لأهمية ثروتنا المحلية من النباتات الطبية فإننا نعمل على جمع هذه النباتات من مختلف المحافظات وتوصيفها بما يخدم بشكل أساسي حفظ هذه الأنواع ولاسيما المهددة منها بالانقراض وتوثيقها ضمن نسيج الفلورا السورية وإعادة زراعتها ضمن المجمعات الوراثية لدى مراكز البحوث لتشكيل قاعدة وراثية عريضة تُمّكن المربي من العمل على تحسين الأصناف الموجودة، للاستفادة منها في مجالات الغذاء والصحة والتصنيع الدوائي. ومن أهم الأبحاث المدروسة في هذا الشأن توصيف بعض الطرز البرية والمزروعة لجنس اللافندر، والعرقسوس، القريص الكبير، والسيكلما، البابونج وغيرها..، وقد بلغ عدد المجمعات الوراثية /6/ مجمعات موزعة بين محافظات حماة وطرطوس والغاب واللاذقية والتي تضم حتى الآن ما يقارب من 100 مدخل ويتم رفدها بالأنواع الجديدة كلما توفرت.

كما أن الاستثمار الأخضر في مجال النباتات الطبية يعد من المشروعات الصغيرة المهمة لدعم الأسر الريفية، لكونها تزرع في حيازات صغيرة وفي مناطق هامشية لا تؤثر في زراعة المحاصيل الاستراتيجية، كما أنها غير مكلفة من ناحية مستلزمات ومتطلبات الإنتاج، وتحقق عائداً اقتصادياً داعماً للمزارعين، وبعضها المطلوب بكميات كبيرة نسبياً للاستخدام الغذائي زرع بمساحة بضع هكتارات مثل اللافندر واكليل الجبل والزعتر والكمون وحبة البركة والسمسم.

وترتبط الجدوى الاقتصادية لزراعة النباتات الطبية والعطرية بالعديد من العوامل منها العرض والطلب في السوق المحلي والعالمية، الممارسات الزراعية التي ينفذها المزارع خلال سلسلة الإنتاج، وعدم استقرار أسعار مستلزمات الإنتاج، والتغيرات المناخية وكلها مشتركة تؤثر بشكل غير متوقع على الإنتاج ونوعيته وتحديد العائد الربحي للمزارع.

كما عملت الهيئة وبالتعاون مع الجهات ذات الصلة بالوزارة لإدخال نباتات جديدة ودراسة مدى تأقلمها في سورية للاستفادة من موادها الفعالة في الصناعات الدوائية كنبات الستيفيا (وهو بديل السكر والذي تم اعتماد بروتوكول لإكثاره بطريقة زراعة الأنسجة من قبل اللجنة الوطنية لاعتماد الاصناف) ونبات الزعفران، وتم إصدار الدليل الفني لعدد من الأنواع بالتعاون مع مديرية الإرشاد الزراعي بهدف تعريف المزارعين بأهم عمليات الخدمة والرعاية للحصول على أفضل إنتاجية، كما تم تنفيذ عدد من الدورات التدريبية التي تهدف إلى التدريب حول زراعة الزعفران والعرقسوس والنباتات الطبية وطرق استخلاص الزيوت والمواد الفعالة. وتم إرشاد مزارعي منطقة كسب/محافظة اللاذقية بأن زراعة الوردة الدمشقية أفضل من الورد السلطاني في حال كان هدف الزراعة هو الزيت العطري (كمية ونوعية الزيت العطري أفضل)، أما إذا كان الهدف من الزراعة هو المنتجات الأخرى (ماء الورد، المربى، شراب الورد….) أو الناحية التزينية (لطول فترة إزهارها وحجم وشكل الأزهار) فينصح بزراعة الورد السلطاني.

ومن التجارب الناجحة أيضاً والتي تعد محصلة التعاون بين البحوث العلمية واتحاد النحالين العرب نشر زراعة الزعتر الخليلي في محافظات حماة، حمص، طرطوس، اللاذقية والتي لاقت قبولاً واستحساناً لدى المزارعين. كما أثبتت العديد من مستخلصات النباتات الطبية دورها الايجابي في مكافحة الأمراض وتحسين النمو والإنتاجية وزيادة القدرة التخزينية، ومنها مستخلص نبات الزعتر الشائع والذي كان له دور فعال في تخفيض نسبة الإصابة بالفطريات عند تخزين التفاح، أما مستخلص نبات العرقسوس ساهم في تحسين النمو والإنتاجية والنوعية للعديد من محاصيل الخضار وبالتالي يمكن الاستفادة من المواد الطبيعية الموجودة في النباتات الطبية والعطرية وتطبيقها في الأنظمة الزراعية التي تستثني استخدام مستلزمات الإنتاج المصنعة كيميائياً، وتبني الفعال منها كرديف طبيعي وآمن للأسمدة الكيميائية في تسميد النباتات وخاصة في ظل ارتفاع أسعار الأخيرة.

ومع ذلك لا بد من القول بأن العمل مستمر سعياً لإيجاد وسائل وسبل تطوير زراعة النباتات الطبية والعطرية وتعظيم الفائدة منها، دون الاخلال بالزراعات الأساسية الأخرى, والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية مستمرة في تطوير الأبحاث المتعلقة بالنباتات الطبية والعطرية بالتعاون مع الجهات المعنية في وزارة الزراعة والجهات الفاعلة في هذا المجال من غرف الزارعة والاتحادات والجامعات السورية بما يخدم الحفاظ على هذه الثروة الوطنية واستثمارها بالشكل الأمثل.

رئيس دائرة الإعلام والعلاقات العامة