البلدان الأوروبية غير مستعدة للدفاع عن نفسها
البعث – تقارير
تشعر البلدان في جميع أنحاء العالم بقلق متزايد بشأن الهجمات المحتملة على البنية التحتية للإنترنت تحت سطح البحر والتي تنقل 95 بالمائة من البيانات العالمية عبر أكثر من مليون كيلومتر من الكابلات في قاع المحيط التي ترتبط بكل مجالات الحياة والأمن وسلاسل التوريد.
وقد أشار الأستاذ بجامعة كوبنهاغن، كريستيان بوجر، إلى أن هناك تهديدا حقيقيا بشن هجمات على شبكة الكابلات البحرية من قبل حكومات أو منظمات أجنبية، وأن بعض المناطق الأوروبية أكثر عرضة لحدوث خلل في الإنترنت في حال تلف الكابلات الخاصة بها. وهذا ينطبق على جزر الأزور وأيرلندا ومالطا وقبرص.
ويشير الخبراء أيضا إلى حساسية الأمر في قاع مضيق جبل طارق وقاع البحر الأحمر، حيث يربط 16 كابلا أوروبا بآسيا.
ولكن، وفقًا للخبراء، من غير المرجح أن تمتلك أي حكومة الموارد أو الرغبة في تنفيذ هجمات واسعة النطاق على شبكة الكابلات، حيث يسهل تحديد مثل هذه الأعمال ومنعها، وأن الرد على الهجمات يتوقف على موقعها. فوفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، تسيطر الدول على منطقة تصل إلى 38 كيلومترا من شواطئها ولديها منطقة اقتصادية خالصة داخل دائرة نصف قطرها 321 كيلومترا للبحث واستخدام الموارد، أما في أعالي البحار خارج هذه المناطق فالقواعد أقل وضوحا، ومعظم كابلات الاتحاد الأوروبي موجودة هناك.
ربما بعض الدول الأوروبية مستعدة بشكل أفضل للتعامل مع التهديدات المحتملة. على سبيل المثال، تعمل فرنسا وايرلندا والبرتغال على حماية الكابلات الخاصة بها، بينما تقع المسؤولية عن الجرائم البحرية في ألمانيا على عاتق الشرطة الوطنية، الأمر الذي قد يجعل من الصعب الاستجابة بشكل مناسب.