منتخبنا الشاب يرسم الكثير من علامات الاستفهام.. وطريق التأهل غير مضمون!
ناصر النجار
حتى لا يتعرّض جمهورنا للصدمة، فقد يكون الخروج من التصفيات الآسيوية قدرنا، والسيناريو الذي أبدع فيه كوبر مع منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية نراه اليوم مع منتخب الشباب للأسف، فريق مملوء بالمواهب والطاقات لكنه مقيّد لا يعرف كيف يدافع وكيف يهاجم، ننظر إلى المنتخب بحسرة ونحن نطلق الآهات والآلام على نجوم ضاعوا في غفلة من الزمن، وليس لدينا إلا رجاء واحد بحلّ الجهاز الفني للمنتخب بأسرع وقت، فقد أثبت عدم كفاءته، وهذا الرأي لا ينبع من اللقاء الأخير مع بوتان، بل هو حصيلة معسكر طويل ومباريات كثيرة، ما قدّمه اتحاد كرة القدم لهذا المنتخب لم يقدّمه لأي منتخب آخر، استعداد متواصل منذ عشرة أشهر ومعسكرات داخلية مفتوحة في كل المحافظات، وأكثر من خمسة معسكرات خارجية في لبنان والعراق والأردن والسعودية، ومشاركة في غرب آسيا بالسعودية، والحصيلة منتخب لم يبلغ حدّ النضوج بعد!.
في المباريات الخارجية أخفق فيها منتخبنا وخسر أغلبها ولم يفز إلا على لبنان والبحرين وفلسطين، وفي المباريات المحلية التي سبقت السفر إلى فيتنام لعب سبع مباريات لم يحقق الفوز في أي منها، وعذرنا المنتخب لكونه يجرب لاعبيه ويشرك أغلبهم، وفي مباراة بنغلادش لم يقدّم منتخبنا العرض المنتظر وفزنا بأخطاء الخصم، وقلنا ربما السفر ومشقته وتغيير المناخ السبب في العرض غير المقنع، وبالأمس مع بوتان لم نجد أي عذر لمنتخبنا، بوتان منتخب مغمور وضعيف، ومع ذلك قاوم ببسالة وهاجم وأربك منتخبنا، تعملق المنتخب البوتاني أمام هزالة أداء منتخبنا، فكان المستوى السيئ هو استمرار لكل ما سبق، رغم أن منتخبنا مرتاح من مباراة السبت مع بنغلادش على عكس منتخب بوتان الذي كان يخوض مباراته الثالثة على التوالي، وعلينا أن ننظر إلى نتائج المنتخبات العربية عندما تقابل مثل هذه المنتخبات، تفوز بنتائج كبيرة جداً، وللأسف فإن كل تصريحات مدرّب منتخبنا لا تتوافق مع مستوى عروض منتخبه!.
لم نفرح بالفوز الضئيل والصعب بهدف يتيم، لكن كان هذا الهدف رحيماً بجمهورنا، وهو أفضل من الخسارة والتعادل نقطياً، منتخبنا اليوم أمام مشكلة كبيرة قد تواجهه بالمباراتين القادمتين إن استمر على هذا العك الكروي، مع العلم أن غوام الذي سنلعب معه أضعف الفرق، لكن المشكلة الأكبر ستكون بلقاء فيتنام يوم الأحد في آخر المباريات.
اليوم نحن نطلق التحذير واتحاد كرة القدم مسؤول عن خياراته الفنية، وإذا قُدّر لهذا المنتخب أن يتأهل للنهائيات فلا تحلموا بأكثر من الدور الأول، لذلك نرجو التفكير والتدبر بما يصبّ في مصلحة كرتنا الوطنية منذ الآن.