واقعية البيان الوزاري!
بشير فرزان
التأكيد على واقعية العمل الحكومي قاعدة مهمّة على صعيد النجاح والتقدّم بخطوات واثقة نحو تحقيق الأهداف، وخاصة في هذه المرحلة، بعد أن شهدت ساحات عمله السابقة الكثير من الانتكاسات الرقمية التي يصل بعضها إلى مستوى الكارثة في محتلف المسارات، وفي مقدمتها الأوضاع المعيشية التي لم توفق السياسات السابقة في استعادة توازنها وتضييق الفجوة بين الدخل والإنفاق على مستوى الأسرة.
وهنا تستجلب الذاكرة كلّ ما قيل في قاعات الاجتماعات الرسمية والفنادق الفخمة عن الإنجازات التي تمّت في الخطط الخمسية، وحالة التقدّم نحو خطوط النهاية لسباقات الخطابات الوزارية المحمّلة بالوعود وبالأرقام، في وقت لم تدخل القرارات حيّز التنفيذ، وبقي بعضها تحت مظلة التريث، وهذا ما يستوجب السؤال عن إمكانية أن تكون مؤشرات الواقع حداً فاصلاً بين الأقوال والأفعال في المرحلة القادمة التي تستلزم إغلاق الأبواب أمام الأرقام الإعجازية والإنجازات المختلفة، والتي ستبقى كما كانت سابقاً محطّ إعجاب البعض، أما المواطن فسيبقى في دائرة البحث عن مستقبل أفضل تحت المظلة الرقمية الاقتصادية المعيشية والاجتماعية؟
ولا شكّ أن البيان الحكومي المنتظر سيحدّد مدى واقعية الفريق الحكومي وقدرته على الحدّ من سيناريو الإنتاج الكلامي والمراسلات الورقية المجيّرة من عام إلى آخر، والقدرة على التخفيف من وطأة الأرقام الحقيقية على واقع القطاعات المختلفة من كافة النواحي، بما يؤدي إلى التعامل مع التحديات التي تهدّد استمرارها ووجودها بكل جديةK بحيث ترسم الخطط وفق خارطة حياتية متكاملة في شتى المجالاتK بدلاً من العودة بعد سنوات إلى المقارنة بين العائدية الفعلية والانعكاسات المعيشية والاقتصادية لعشرات الآلاف من المشاريع التي تستهلك مئات الملايين من الليرات السورية دون عائدية كبيرة.
باختصار.. في الأيام القادمة، ستتمّ متابعة الحصيلة الرقمية التي ستكون بمثابة مؤشر عن حالة عمل سليمة لا تخضع لسياسة النسج في الخيال، أو تشويه الوقائع والأرقام لحصد النقاط والأوسمة!!