نسرين علي تعرض “حواء وألوانها” في الشّارقة
غالية خوجة ـ الإمارات
استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة معرضاً فردياً بعنوان “حواء وألوانها” للفنانة السورية نسرين علي، قدمت خلاله 20 لوحة عن تحولات الأنثى النفسية والاجتماعية، وحالاتها المختلفة بين حب وحزن وغضب وتأمل وألم وفرح وخصوصيات وتفاصيل أنثوية، ساردة بطريقة مونولوغية تعبيرية وواقعية حكايات تركّز على الذاكرة والحلم مثلما تركّز على ملامح الوجوه بأطيافها الهادئة، المضمرة لإيقاعات تفصح عنها الألوان بمنطوق مباشر، أو صامت، أو بوحي، أو مجازي، وفي مجمل حالاته هو متدرج بين الألوان الزاهية المؤلفة من الأصفر والأحمر والأزرق والأسود والأبيض والأخضر.
أيضاً، تفصح عن هذا المكنون خلفية اللوحات الموزعة إلى أمكنة واقعية منها في الهواء الطلق، أو البيت، أو الفراغ، أو الموجة، أو الفضاء؛ وأمكنة حالمة، أو سديمية، أو نفسية، ما يجعلها تبوح بسلسلة من التداعيات، وكأنها “تفضفض”، وحين تصمت، يستطيع المشاهد قراءة أعماقها المكتومة، فتبدو بألوان الصرخة، أو ألوان الشرود، أو ألوان الهرب من الألم إلى شؤون أخرى.
وبين لوحة وأخرى، تترك الفنانة هالة من هالاتها الداخلية، فتتقمّص شخصية اللوحة مشاعرها، وتدعو المتلقي إلى التأمل، للوصول إلى فكرة هذه الحواء الحاضرة بتوازن بين الجسد والعقل والبيئة المحيطة، لتعكس انشغالها بذاتها أولاً، وثانياً، بالموجودات الموضوعية ومتغيراتها الزمنية.
وعن مشاركتها، قالت الفنانة نسرين علي: “أشارك في معارض كثيرة في سورية، منها في دمشق، مثلاً في المركز الثقافي ـ أبو رمانة، والعدوي، وبدأت من طرطوس لكونها مدينتي، ولديّ صالة “مرسمي”، وحصلت على العديد من التكريمات، لكنني، للمرة الأولى، أقيم معرضاً فردياً في الشارقة”.
ولأنها مسؤولة معارض، ومدرّبة فن تشكيلي منذ ربع قرن، سألتها عن أكثر ما يميز التشكيل السوري المعاصر، فأجابت: “الحداثة، في سورية حداثة مخيفة، وهناك الكثير من الفنانين التشكيليين الذين نعتز بهم، وغالبيتهم من الأجيال السابقة، ولكل منهم بصمته الواضحة، وهناك من الجيل الجديد من يحاول ترك بصمته المحسوبة، وكل فنان يحب مدرسة فنية، أو مذهباً فنياً، فيرسمون بإحساسهم، وأنا أرسم بتعبيرية مبسّطة، وفي هذا المعرض أردت عكس خلجات المرأة الشرقية”.
وحول هذا المعرض، أجابني دكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي: “مصفوفة من اللوحات التي تعيد الاعتبار لجماليات الألوان الزيتية بوصفها ألواناً بصرية تبحر نحو منظور انطباعي متأسٍّ بالمجازات اللونية، والانطباعية الأوروبية التاريخية، وتنحاز إلى المشهد الشرقي ببهاء ألوانه، وتقلّبات أمزجته، وحالات الأنثى”.
أمّا عن رأيه بالفنّ التشكيلي السوري، فأجاب: “الفن التشكيلي في سورية يستطرد، تماماً، على الثقافة العالمة في الشام الكبيرة، ومن هنا، نستطيع التمييز بين سلسلة من العناصر الفنية التي تتلخص، على المستوى الأكاديمي، في المدارس الانطباعية والتجريدية والترميزية، ولقد تميّز الفن السوري بالعديد من الجماليات، منها الفنون العربية، والحروفية الخطية، والزخرفة، والنمنمة، والنقش والرقش”.