مهران سلوم وأسرار فنّ القصة القصيرة
اللاذقية- آلاء حبيب
أقامت دار الأسد للثقافة في مدينة اللاذقية ظهرية أدبية بعنوان “قصص من حياتنا”، ألقى خلالها الكاتب والصّحفي مهران سلوم الضّوء على عالم القصة القصيرة، موضحاً أسرار هذا الفنِّ الأدبي، الذي يُبرز قوة المحاكاة العقلية والمنطقية.
وتحدّث سلوم عن كيفيّة صياغة القصة القصيرة، والتّحديات التي تواجه الكاتب في سعيه لكي يكون قاصّاً معتمداً على عقله في محاكاة ذاته.
وطرح سلوم تساؤلات عديدة يجب على الكاتب مواجهتها، وهو يخطو خطواته الأولى نحو عالم الأدب، مستعرضاً بعض القواعد الأساسية لهذا الفنِّ الأدبي، كما ذكر العديد من روّاد مدرسة القصة القصيرة، وسلّط الضّوء على كيفيّة استخدام هذه القواعد بشكّل فعّال.
وركّز الكاتب على تعريف القصة القصيرة، وشرح تاريخها في سورية والوطن العربي، مُشيراً إلى أكثر الكتّاب والروّاد الذين ساهموا في تطوير هذا الفنّ، كما تناول التّطور الذي شهدته الكتابة القصصية في عصرنا الحالي.
وأكّد سلوم أنّ لكل كاتبٍ أسلوبه الخاص في كتابة القصة، وأنّ هناك مدارس عديدة يتبعها الكتّاب، وأنّ جمالية القصة القصيرة تتجلّى في تلك المدارس المتنوعة، واستعرض مجموعة قصصية، موضحاً عناصر القصة القصيرة، مثل بناء الشخصيات والأحداث، والزمان والمكان، والفكرة التي يريد الكاتب إيصالها، والتي عدّها العنصر الأكثر أهمية.
وأشار سلوم إلى أهمية ابتكار أفكار جديدة وغير مستهلكة، مع التّركيز على الشخصيات الجانبية، التي قد تضيف للقصة الكثير، وطرح تساؤلات حول تأثير عدد الشخصيات على قوة القصة، وهل كثرتها تؤدي إلى ضعف السرد أو تعقيده.
وفيما يتعلق بالسّرد، تحدّث سلوم عن الأنواع المتعدّدة للرواة، ودور الراوي في القصة القصيرة، باعتباره المحرك الأساس للأحداث والشخصيات، وذكر أنّ الحوار في القصة يمكن أنّ يكون بسيطاً أو عميقاً، حسب اختيار الكاتب ونوع النص الأدبي.
وحول صناعة الحدث، تحدث سلوم موضحاً أنّ الفكرة هي ما يحدّد الحدث داخل القصة، وأن النّهاية الحاسمة، أو ما يسمّى بالحل النهائي، هي جزء أساس من أسلوب بعض الكتّاب، إذ يفضّلون تقديم نهاية مغلقة للقارئ، بينما يختار البعض الآخر ترك النهاية مفتوحة، ما يتيح للقارئ فرصة التّخيل.
وختم الكاتب مهران سلوم الظّهرية بعرض العديد من النماذج الأدبية للقصة القصيرة، ما أتاح للحضور فرصة التعمق أكثر في هذا الفن الأدبي والمشاركة بمداخلات قيمة وطرح أسئلة حول المدارس المتنوعة في كتابة القصة القصيرة، ما أضاف بعداً آخر للنقاش.