تكثيف التعاون الثّقافي مطلب المشاركين في ختام أعمال الرابطة الفكرية الصينية- العربية
شنغهاي – ريم ربيع
اختتم الاجتماع الأول للرابطة الصينية- العربية للمؤسّسات الفكرية اجتماعه في مدينة “شنغهاي” الصينية بحضور نائب وزير الخارجية الصينية “دنغ لي” وسفير شؤون منتدى التعاون العربي الصيني في وزارة الخارجية الصينية ووفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة السفير أحمد رشيد الخطابي الأمين العام المساعد للجامعة، حيث شاركت وفود من ٢٣ دولة عربية منها سورية في الاجتماع الذي دعا إليه مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، برعاية وزارة الخارجية الصينية ووزارة التربية والتعليم الصينية وحكومة بلدية “شنغهاي” بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وأكد المشاركون في كلماتهم على دور الرابطة بالاضطلاع المحوري في دعم صنّاع القرار وصياغة سياسات ثقافية فاعلة ومحفّزة للاستثمارات الفكرية المشتركة، وتحقيق مزيد من التفاعل والتواصل الشعبي بين المؤسّسات الفكرية العربية ومثيلاتها في الصين، بما يحقق الهدف المرجو من الرابطة بترسيخ علاقات التفاهم والثقة المتبادلة، والتطلع نحو مزيد من التعاون الفكري والثقافي الحضاري بين الطرفين، وهو ما أكده الدكتور “ون قاو” رئيس مركز الدراسات الصيني- العربي للإصلاح والتنمية، مبيناً أن الصين دولة سلمية والشعب الصيني يتشارك مع الشعب العربي في مفهوم السلام.
رئيسُ اتحاد الكتّاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني توجّه بالشكر إلى وزارة الخارجية الصينية والسفارة الصينية في دمشق وإلى مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية على اعتماد اتحاد الكتاب العرب في سورية، ضمن الدفعة الأولى من المؤسسات الفكرية والثقافية للرابطة الصينية العربية، داعياً الجميع إلى العمل كفريق واحد لتنمية العلاقات الودية بين المؤسّسات الثقافية العربية ومثيلاتها في الصين، انطلاقاً من الإيمان المطلق بضرورة تفعيل عمل هذه المؤسسات في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط لتقوم بدورها في حماية الهوية الثقافية، وصيانة التعدّدية الحضارية وتفعيلها، إيماناً بأن التكامل الثقافي الحضاري أمر لا بدّ منه لمواجهة التحديات الثقافية والحضارية، من خلال تعميق الشراكة الاستراتيجية بين العرب والصين، ولاسيما مع وجود خصائص ومشتركات ثقافية كثيرة، وتحديات كبيرة ومشتركة ليست الليبرالية الجديدة إلا وجهاً من وجوهها. وأعرب الحوراني عن تقديره لموقف جمهورية الصين الشعبية لوقوفها إلى جانب الحق السوري والفلسطيني في وجه التهديدات والحروب التي يتعرّض لها كل من الشعبين، متمنياً العمل على تأسيس فرع لمعهد “كونفوشيوس” الصيني في سورية أسوة ببقية دول العالم، نظراً للدور الإيجابي الذي يمكن أن يقوم به هذا المركز في سورية من تقارب ثقافي وحضاري، خاصة وأنه يمثل روح الشرق وثقافته بأبهى صوره.
وناقش المجتمعون في اللقاء الأول للرابطة عدداً من المحاور والموضوعات أبرزها التمسّك بالإصلاح والابتكار، ودفع التنمية عالية الجودة في الصين والدول العربية في المرحلة الجديدة، والالتزام بالشمول والاستفادة المتبادلة وتعزيز الانفتاح والتعاون عالي المستوى بين الصين والدول العربية، بالإضافة إلى الدفع بوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق الحل الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية.
وتضمن برنامج العمل زيارة ميدانية لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، حيث قدّم رئيس اتحاد الكتّاب العرب وأمين سر العلاقات الخارجية في الاتحاد منير الرفاعي مجموعة من إصدارات اتحاد الكتاب العرب في سورية للمركز، قبل أن يختتم المشاركون أنشطتهم بزيارة قاعدة شركة (COMAC) الصينية في مدينة “بودونغ”، وزيارة حديقة الشبكة الكهربائية الذكية (CHNT) والقرية النموذجية في بلدة “ماتشياو”.