صحيفة البعثمحافظات

رغم تواضع الدعم.. مشاريع صغيرة تشق طريقها في سوق العمل

حماة – ذكاء أسعد

رغم الصعوبات وتواضع الدعم، استطاع الكثير من أصحاب المشاريع الصغيرة إطلاق مشروعاتهم بإمكانيات بسيطة وجدت طريقها إلى سوق العمل، وأخذت بالتوسّع لتحقق نجاحات على مستوى المحافظة، كمشروع السيدة سيرين التي تحدثت عن مشروعها في تصنيع مواد تجميل بعد التخرج من قسم الكيمياء التطبيقية في جامعة البعث بإمكانيات بسيطة ومبلغ مالي ضئيل، مشيرة إلى الدعم المقدّم من هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في حماة، علماً أن الهيئة منحتها سجلاً تجارياً مدفوع التكاليف بشكل كامل ومعفى من الرسوم لمدة 5 سنوات مع وعود بمشاركتها بالمهرجانات والمعارض.

السيدة ريما، وهي صاحبة مشروع تصنيع حقائب جلدية، أوضحت أنها بدأت بإمكانيات بسيطة عن طريق اقتناء ماكينة خياطة، حتى بدأت المنظمات ومن بينها مؤسسة الآغا خان بمنحهم الدعم عن طريق تزويدهم بالطاقة الشمسية، بالإضافة لاقتراح تصنيع 10 آلاف حقيبة مدرسية ليتمّ تقديمها مجاناً للتلاميذ في منطقة سلمية خلال عامين، إلا أنها أشارت إلى وجود بعض العراقيل كحاجة الماكينات للتحديث المستمر وارتفاع سعر المواد الأولية كالجلود، بالإضافة لصعوبة التسويق، علماً أن تذليل هذه العقبات يمكن أن يؤدي لتوسيع العمل لتصبح الورشة عبارة عن معمل مصغّر يعيل أكثر من 50 عائلة.

وبما أن المشاريع الصغيرة تعدّ نواة لمشاريع أكبر، يؤكد الخبير التنموي معن نبهان أنه يتمّ اعتمادها في العديد من المدن والكثير من المنظمات كبديل عن الإعانات التي تقدّم للأفراد والأسر بشكل دوري، إذ يتمّ دعم الأفراد في الدول المتقدمة على مبدأ “علمني الصيد ولا تطعمني كل يوم سمكة”.

واعتبر نبهان أن المشاريع الصغيرة لم تحقّق نجاحاً في سورية، بسبب اختلاف الهدف بين المانح والمستفيد، حيث يقوم البعض بالاستفادة من المشروع أو ثمنه ومن ثم بيع ما حصل عليه، وخاصةً مع عدم وجود قوانين محاسبة لهؤلاء، لذلك لا بدّ من القيام ببعض الإجراءات لإنجاح هذه المشاريع عن طريق الدقة بانتقاء المستفيد ومتابعته ودعمه إن تعثر، وإخضاعه لدورات مختلفة يمكن من خلالها تطوير تفكيره ومعرفته بمجال المهنة وبمجال الجدوى الاقتصادية ومعرفة الإدارة.

ورعم تباين المعلومات حول دعم هيئة المشاريع الصغيرة بين مستفيد وآخر، أوضح غسان جرجس مدير فرع حماة أن الهيئة تقوم بمنح السجل التجاري المؤقت لأصحاب المشاريع الصغيرة ممن يعملون بشكل بسيط وضمن المنزل، وذلك لمدة خمس سنوات ليتمكنوا من وبيع وتسويق منتجهم بهدف تشجيع هذه المشاريع لتصبح متوسطة وتدخل في رفد السوق بالمنتج، إضافة إلى دراسات الجدوى لمن يرغب من أصحاب المشاريع بشكل مجاني، مشيراً إلى مشاركة بعض المشاريع التي تحتاج لدعم تسويقي في مهرجان حمص، بالإضافة لقيام الهيئة بالسنوات السابقة بتدريب بعض طالبي العمل الراغبين بتعلم مهنة بإقامة دورات تدريبية بشكل مجاني كدورات صيانه الموبايل والحاسب ودورات محاسبة وخياطة وحلاقة رجالي ونسائي وغيرها من الدورات ليتمكنوا من فتح مشاريعهم الخاصه بهم وذلك لخلق فرص عمل لهم.