دراساتصحيفة البعث

المساعدات العسكرية الأمريكية لـ “إسرائيل” الأعلى منذ العام 1959

سمر سامي السمارة

أفادت دراسة أعدّها مشروع “تكاليف الحرب” التابع لجامعة “براون” الأمريكية، ونُشرت في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي عل غزة يوم الاثنين الماضي، إن دعم العدوان الإسرائيلي على غزة وما تلاها من تصاعد في عدوانها على لبنان، ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، كلف الولايات المتحدة ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار منذ 7 تشرين الأول 2023، وبلغت تكاليف الحرب هذا الرقم- وهو تقدير متحفظ للغاية- من خلال الجمع بين تكلفة المساعدات العسكرية الأمريكية “لإسرائيل” وتكلفة العمليات العسكرية الأمريكية ذات الصلة في المنطقة، بما في ذلك الحملة العسكرية التي تقودها البحرية الأمريكية للحد من عمليات المقاومة اليمينية على السفن التجارية المتجهة لدعم الكيان الصهيوني في عدوانه.

ووجدت الدراسة أن الإدارة الأمريكية وافقت على ما لا يقل عن 17.9 مليار دولار كمساعدات عسكرية لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وأماكن أخرى في المنطقة على مدار العام الماضي، وهو مبلغ أعلى كثيراً مما كان عليه في أي عام مضى، منذ بدأت الولايات المتحدة في تقديم المساعدات العسكرية “لإسرائيل” في عام 1959.

ومن الجدير بالذكر، أن من قام بحساب هذه التكاليف ليندا بيلمس، أستاذة في كلية جون كيندي في جامعة هارفارد تعمل على تقدير تكاليف حروب الولايات المتحدة منذ هجمات 11 أيلول 2001، إلى جانب الباحثين ويليام دي. هارتونغ وستيفن سيملر، وقد أشارت  إلى إن معظم الأسلحة الأميركية التي سلّمت لــ”إسرائيل”، خلال السنة الماضية، عبارة عن ذخائر، بعضها قذائف مدفعية، بالإضافة إلى قنابل خارقة للتحصينات بوزن 2000 رطل، وقنابل موجهة بدقة.

ووفقاً للدراسة أيضاً، أنفق الكيان نحو 4 مليارات دولار لتجديد نظامي “القبة الحديدية”، و”مقلاع داود” للدفاع الجوي الصاروخي، وكذلك وقود الطائرات، وتؤكد الدراسة أنه بخلاف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا الموثقة، كان من المستحيل الحصول على تفاصيل كاملة بشأن ما أرسلته الولايات المتحدة إلى “إسرائيل” منذ 7 تشرين الماضي، وتعود صعوبة تتبع الدعم العسكري الأمريكي “لإسرائيل” بسبب افتقار إدارة بايدن إلى الشفافية، وجهود إدارة بايدن لإخفاء المبالغ الكاملة للمساعدات، وأنواع الأسلحة من خلال التلاعب البيروقراطي، لذلك فإنّ الرقم ـ17.9 مليار دولار للعام الماضي هو رقم جزئي، فقد أبرمت إدارة بايدن –على سبيل المثال- ما لا يقل عن 100 صفقة أسلحة مع كيان الاحتلال منذ تشرين الأول 2023 تقل قيمتها عن العتبة التي تتسبب بضرورة إخطار الكونغرس بالتفاصيل، كما جاء في الدراسة.

كما أن مبلغ 17.9 مليار دولار لا يشمل صفقة الأسلحة الكبرى بقيمة 20.3 مليار دولار والتي وافقت عليها وزارة الخارجية “لإسرائيل” في شهر آب الماضي، حيث سيتم إنفاق الأموال في السنوات القادمة. كما أنه من غير الواضح في هذا الوقت الحصة التي ستقدم من 20.3 مليار دولار، والذي يتضمن صفقة بقيمة 18.8 مليار دولار لطائرات مقاتلة من طراز إف – 15، التي ستغطيها المساعدات العسكرية الأمريكية.

توضح الدراسة بالتفصيل كيف زودت الولايات المتحدة “إسرائيل” بالأسلحة لعقود من الزمن، فقد كانت الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة “لإسرائيل” لأكثر من خمسة عقود، وتعد “إسرائيل” أكبر مستفيد للمساعدات الأمريكية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهي في خضم اتفاقية مساعدات عسكرية مدتها عشر سنوات بقيمة 38 مليار دولار، والتي تم التفاوض عليها في عهد إدارة أوباما، وتغطي السنوات المالية من 2019 إلى 2028.

وتختم الدراسة، بأن الولايات المتحدة أنفقت ما لا يقل عن 4.8 مليار دولار على عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، بما في ذلك 2.4 مليار دولار على اعتراض صواريخ اللجان الشعبية، وطائراتهم بدون طيار وشن ضربات صاروخية على اليمن. وتم تضمين 2.4 مليار دولار أخرى للإنفاق على العمليات الأمريكية في المنطقة في مشروع قانون المساعدات العسكرية الأجنبية بقيمة 95 مليار دولار الذي وقعه الرئيس بايدن ليصبح قانوناً في شهر نيسان الماضي، وتضيف الدراسة 50 إلى 70 مليون دولار أخرى في رواتب قتالية إضافية للأفراد العسكريين الأمريكيين.

يرى مراقبون، أن التكاليف التي يتحملها دافعو الضرائب الأمريكيون ستواصل الارتفاع طالما لا توجد نهاية في الأفق لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها “إسرائيل” على غزة، أو حملة القصف في لبنان، كما أن خطر اندلاع حرب شاملة مع إيران مرتفع للغاية، حيث تنسق الولايات المتحدة مع الكيان الصهيوني الخطط لمهاجمة إيران رداً على وابل الصواريخ الإيرانية الذي ضرب “إسرائيل” الأسبوع الماضي، والذي كان رداً على الانتهاكات الإسرائيلية، والعدوان المستمر على غزة والمنطقة، وفشل حملة القصف الأمريكية في اليمن في ردع لجان المقاومة اليمنية، الذين تعهدوا بأنهم لن يوقفوا هجماتهم على الشحن إلا إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة.