ثقافةصحيفة البعث

مشاركة واسعة وعشرة آلاف عنوان في معرض الكتاب السوري الثالث

ملده شويكاني

تحت شعار “نقرأ.. لنرتقي” وبرعاية الدكتورة ديالا بركات وزيرة الثقافة، افتُتح معرض الكتاب السوري الثالث في رحاب مكتبة الأسد بحضور رسمي وجماهيري، في أوضاع صعبة تعيشها سورية والمنطقة العربية وتتصاعد فيها المقاومة، فلم يمنع كيان العدوّ الصّهيوني باعتدائه على منطقة المزة أثناء الافتتاح توافد حشد من المثقفين والمهتمين بالقراءة والثقافة عامة.

ولا يقتصر المعرض على الكتاب، إذ يتكامل مع ألوان الثقافة من خلال الندوات التثقيفية والفكرية والأدبية والعروض الموسيقية الغنائية والأفلام السينمائية السورية.

ويحفل المعرض بدورته الجديدة بمشاركة واسعة، تتضافر فيها دور النشر الرسمية التابعة لجهات حكومية مع دور النشر الخاصة، والملفت هو التنوع بالعناوين، إذ شغلت الكتب العلمية حيزاً، ولاسيما كتب الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى كتب تعزيز المهارات الإدارية، والكتب التي تجمع بين الطابع الاجتماعي والنفسي بتثقيف الذات والعلاج النفسي، والكتب المتعلقة بالمواقع الأثرية، كما تتصدّر الرواية لمؤلفين قدامى وجدد المشهد الأدبي في أغلب دور النشر.

ويشهد المعرض توسعاً وتطوراً بالوسائط التعليمية للأطفال باللغتين العربية والإنكليزية وبوسائل الإيضاح التعريفية الإلكترونية، فشغلت دور نشر الأطفال مساحة واسعة لأجنحة كبيرة مع سلاسل لليافعين.

وبالتأكيد تتألق الدور المتخصصة بالروايات المترجمة بثنائية اللغة العربية- الإنكليزية.

وبدت أسعار الكتب في الدور الخاصة متقاربة، في حين حظيت بحسومات كبيرة في دور النشر الرسمية.

وخلال تجول الدكتورة بركات في أرجاء المعرض تحدثت للإعلاميين، عن المعرض الذي يعدّ تظاهرة فكرية ثقافة مهمة جداً، ويأتي ضمن خطة وزارة الثقافة في تعزيز الفكر والثقافة والهوية الوطنية والانتماء لسورية، بغية تثقيف الإنسان السوري على الرغم من كل ما يحيط به من مشاهد قاسية، ونوّهت بتنوع العناوين وأشارت إلى الحصة الكبيرة للأطفال، وتوقفت عند عرض الكتب الصادرة من عام 2000 حتى الآن لتعزيز الأسماء الجديدة، ليطلع القارئ على كل مستجدات الثقافة والفكر والأدب والعلوم، كما أشادت بأهمية تلاقي الكتّاب والمثقفين بدور النشر وبأهمية الفعاليات المرافقة لأيام المعرض، وأشارت إلى موضوع توحيد المصطلحات للأطفال واليافعين بالوسائط التعليمية.

بدوره، بيّن المدير العام لمكتبة الأسد فادي غانم أن المعرض كان تحدياً من وزارة الثقافة بأن يقام على الرغم من الأوضاع الصعبة داخلياً وإقليمياً، ويهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والانتماء لدى المواطن السوري، وتعزيز حركة النشر والكتاب السوري، وأضاف: “في هذه الدورة فتحنا المجال لمشاركة أوسع ولعرض الإصدارات الأقدم للمشاركة، وتحظى بحسومات تشجيعية في ظل ارتفاع سعر الكتاب عالمياً”، ونوّه بأن دخول المعرض مجاني ولجميع الفعاليات الموسيقية والسينمائية.

وأشار غانم إلى مشاركة واحد وأربعين جناحاً، بينها إثنا عشر جناحاً للأطفال، أما العناوين فمتنوعة وتصل إلى عشرة آلاف عنوان بين الأدب والدين والسياسة والتاريخ والكتب العلمية والوسائط التعليمية، وعقب على المشاركة  القيّمة لدور النشر الحكومية مثل الهيئة العامة السورية للكتاب والموسوعة والمديرية العامة للآثار والمعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا وجامعة دمشق- مجلة الأدب العلمي، كما نوّه بمشاركة اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين- فرع سورية بجناح لإصداراتهم للعرض فقط دون البيع.

حفل جناح اتحاد الكتّاب العرب بمتابعة كبيرة من الزائرين لتنوع عناوينه واهتمامه بالرواية، وتحدث رئيس اتحاد الكتّاب العرب د. محمد الحوراني عن أهمية إقامة معرض الكتاب السوري: “كان لا بدّ من إقامة المعرض ولو على الصعيد المحلي، لأنه يعطينا مؤشراً حول مدى اهتمام المواطن السوري بالقراءة؟ وهل يمكن للمؤسسات وخاصة الرسمية منها، مثل الهيئة العامة السورية للكتاب والموسوعة العامة واتحاد الكتّاب العرب وغيرها من المؤسسات المعنية بالطباعة أن تقدم كتاباً بالسعر التشجيعي أو بسعر شبه مجاني، فاليوم توجد مسؤولية مهمة جداً، وهي مسؤولية المؤسسات الرسمية، فليس بإمكان المواطن السوري على الإطلاق اليوم اقتناء كتاب يتجاوز سعره راتبه الشهري، فلا بد من التشجيع بجعل الكتاب في متناول الجميع”.

ونوّه الحوراني بعرض جناح اتحاد الكتّاب العرب نحو ثلاثمائة عنوان للكتب الجديدة التي صدرت منذ خمسة أعوام تقريباً بالإضافة إلى القديمة التي توزع بشكل شبه مجاني للطلاب والمهتمين، إذ توجد حسومات تصل إلى ستين بالمائة، وكتب تباع بألفي ليرة.

وتميز جناح اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين بعرض مشغولات يدوية من التراث الفلسطيني، بالإضافة إلى عرض مجسمات لخارطة فلسطين، إلى جانب أدوات تراثية مع مجموعة مهمة من العناوين، وتحدث د. عبد الفتاح إدريس عضو الأمانة العامة عن مشاركتهم بمعرض الكتاب السوري: “تعدّ مشاركتنا رمزاً إلى العلاقة المتلاحمة بين سورية المناضلة المكافحة وبين فلسطين التي تعدّ جزءاً من سورية الكبرى، واعتباراً لرمزية الكلمة المقاتلة ضد العنصرية والإبادة من أجل الإنسانية، واليوم، وأهلنا يتصدون للاحتلال والعنصرية الصهيونية نستذكر الكتّاب والصحفيين الذين اغتالتهم الصهيونية في هذا العدوان، ويضم الجناح كتباً للأسرى من داخل فلسطين وخارجها، مثل أحمد أبو سعود وتحسين الحلبي، بالإضافة إلى كتب الشعر والرواية والفكر والأبحاث، ومجلة الكاتب الفلسطيني وكتب عن طوفان الأقصى”.

وأضاف رافع الساعدي أمين سر اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين أن هذه المشاركة تتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لملحمة طوفان الأقصى وتؤكد وحدة الدم ووحدة المصير ووحدة محور المقاومة.

كما لاقى جناح الهيئة العامة السورية للكتاب إقبالاً كبيراً لعرضه عناوين تشدّ القارئ، وأوضح المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين ارتفاع سعر المواد التي تدخل بصناعة الكتاب من ورق وأحبار ما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية، وأضاف: “حالياً نصدر كتباً بات سعرها مرتفعاً مقارنة بالماضي، ونبيعها بسعر التكلفة وبحسم يصل إلى خمسين بالمائة في المعرض، وتابع عن نقطة مهمّة بأن السعر ليس العامل الأساس لاقتناء الكتاب، إذ توجد كتب قديمة بأسعار منخفضة ولا يوجد إقبال عليها بينما كتاب بسعر مرتفع يتم اقتناؤه، لأن المادة جيدة وتستحق القراءة، فالجودة هي المعيار، وهذه هي سياستنا في الهيئة، فنحن نعتمد على الجودة بإصدار الكتب، وقد شاركت الهيئة بألف وخمسمائة عنوان منوّعة بكل المجالات”.

مجلة شامة أيضاً كانت حاضرة بجناح، تقول أريج بوادقجي رئيسة تحرير مجلة شامة: “المجلة أحد إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب، وتلقى صدى إيجابياً ويتهافت القراء على النسخة الورقية في المعرض”.

في حين ضمّ جناح مكتبة الأسد عدداً متنوعاً من الكتب لمؤلفين لا يتبعون لدور نشر وأصدروا كتبهم بشكل خاص، بالإضافة إلى كتب المكتبة”.

كما توقفت “البعث” مع هالة مصطفى من جناح المديرية العامة للآثار والمتاحف، التي أشارت إلى الدوريات والمجلات السنوية التي تصدر عن المديرية، منها “مجلة الوقائع الأثرية” التي تهتمّ بأحدث التنقيبات الأثرية السورية، و”مجلة العلم والترميم” المهتمة بأعمال الترميم للآثار السورية، ومن عناوين الكتب “تاريخ العمارة في سورية”، و”حرف المعادن في حلب”، و”التراث الأثري خلال الأزمة” وغيرها، وهذه أول مرة تعرض مجسمات عن الآثار السورية.

ومن الدور المشاركة “بستان هشام”، إذ تحدث مهند الحسيني عن إنشاء الدار منذ عام 2019 وعن إصدارها أربعة عشر كتاباً ما بين السياسة والتاريخ والقانون والرواية والشعر، منها كتاب د. بشار الجعفري “سورية وعصبة الأمم”، و”التهريب بين المسؤولية الجمركية والجزائية”، بالإضافة إلى كتاب “خديوي سورية” للمؤلف د. سامي مبيض، وغيرها.

أما جناح مجمع اللغة العربية، فضمّ مجموعة من الكتب التاريخية واللغوية والأدبية، منها “تاريخ مدينة دمشق” لابن عساكر، وأعداد مجلة المجمع، وكتب التراجم لسير أعضاء المجمع، منها: “المجمعيون الأوائل”، بالإضافة إلى الكتب المحققة.

وتحدث لؤي معطي من “دار المعرفة” عن تخصّصهم بمصحف التجويد بقياساته المختلفة، بالإضافة إلى كتب السيرة النبوية الشريفة باللغتين العربية والإنكليزية، وغيرها.

وحظي جناح “دار عقل” بمتابعة وتميّز بعرض مجموعة من الروايات، منها “بوح العشق لفيروز الشطآن” و”خان المسرات” لصلاح معاطي و”امرأة لا تكسر” لنبوغ أسعد و”البحث عن نهاياتك” لهبة دلة، بالإضافة إلى كتب السياسة والإدارة والأنثروبولوجيا والتاريخ والعلوم.

كما ضمّ “دار رسلان” العديد من الروايات المترجمة، منها “ليس الوقت متأخراً للحب”، بالإضافة إلى كتب علمية وأدبية وكتب الصحة والتغذية.