بطولة درع اتحاد كرة القدم.. فوائد متعددة وسلبيات كثيرة
ناصر النجار
أنجز اتحاد كرة القدم بطولته الأولى التي أسماها بطولة درع اتحاد كرة القدم، وحفلت هذه البطولة بالكثير من الفوائد إضافة إلى جملة من السلبيات المتعددة بشتى أنواعها.
يمكن القول إن البطولة كانت فرصة لتحريك النشاط الكروي بشكل رسمي بعد فترة خمول انشغلت فيها الفرق بتعاقداتها مع اللاعبين والمدربين أو بفترة التحضير التي تضمنت بعض المباريات الودية، لكن بطولة الدرع كانت أشبه بالرسمية فاطلع جمهور كل فريق على ما وصل إليه فريقهم من مستوى تحضير وجاهزية، كما علم بطريقة مباشرة تشكيلة فريقه الذي سيخوض بها غمار الموسم الجديد سواء على صعيد بطولة الدوري أو على صعيد مسابقة الكأس.
البطولة اختبرت جاهزية لجان اتحاد كرة القدم العليا، فكانت تحضيراً للجنة المسابقات ولجنة الحكام ولجنة شؤون اللاعبين ولجنة الانضباط والأخلاق، فكل لجنة كان لها دور في هذه المسابقة وتعمل الآن على إعادة برمجة عملها وتصويب الأخطاء التي ظهرت في هذه التجربة الجيدة، لذلك نستطيع القول إن البطولة كانت تحضيراً لهذه اللجان قبل انطلاق الموسم الجديد بشكل رسمي عبر الدوري الذي سينطلق يوم الجمعة القادم.
على صعيد الحكام اطلعت لجنة الحكام على العديد من حكامها الذين تعتقد أنهم من حكام النخبة في الدرجة الأولى، فكيف كان أداؤهم ومستواهم وهل بالإمكان الاعتماد عليهم في مباريات الدرجة الممتازة، ولا شك ان مقيمي الحكام هم مؤتمنون على هذه المهمة ليمنحوا الحكام ما يستحقون من علامات وليضعوا ملاحظاتهم على الأداء التي تصب في مصلحة تطوير الحكم.
أيضاً على صعيد المراقبين والمنسقين كانت المباريات تجربة لهم لتؤهلهم لدخول الموسم الجديد بكامل الجاهزية من حيث المتابعة وتطبيق القانون والعمل على رصد كل الأخطاء سواء التي تحدث داخل الملعب بالتعاون مع الحكم أو التي تحدث خارج المستطيل الأخضر.
من هنا نشعر أن البطولة فوائدها كثيرة على صعيد الفرق وعلى صعيد مفاصل اللعبة كلها، وعلى الصعيد الإعلامي لكي تصبح وسائل الإعلام جاهزة بكل أنواعها لدخول الموسم الجديد بتحضير كامل وجاهزة تحليلية وتقنية تؤدي من خلالها المطلوب منها بنقل المباريات وتتبع أخبارها وأخبار فرقها مع التحليل الجيد والنقد الإيجابي.
في الملاحظات السلبية نجد أن نظام البطولة لم يكن عادلاً ما دامت غاية البطولة في الدرجة الأولى تهيئة الفرق للدوري، ففرق لعبت أربع مباريات وفرق لعبت مباراة واحدة كالجيش والوثبة والشرطة والوثبة والفتوة، وهذه لم تحقق الفائدة المرجوة من هذه المشاركة، أيضاً القرعة لم تكن عادلة، ومن الخطأ إجراء قرعة عمياء، فما الفائدة بخسارة البطولة لأحد فريقي حمص من الدور الأول، ولم نعرف ما الغاية بأن تقام المباراة على أرض الفريق الذي تظهره القرعة أولاً، وفي هذه الحالة فإن إقامة المباريات في ملاعب محايدة أكثر عدلاً وانصافاً لكل الفرق.
من هذه الملاحظات نجد أن البطولة جيدة بأهدافها لكن لابد من تغيير أسلوبها ونظامها بشكل كامل حتى تحقق الفائدة الكاملة وحتى تحقق كل أهدافها.
على صعيد أخر فإن البطولة حفلت ببعض المنغصات على الصعيد الانضباطي، وهذه نتيجة العديد من المخالفات التي ارتكبت من الكوادر أو من الجمهور، وهي نقطة سلبية لا تصب في مصلحة الفرق وكواردها ولاعبيها ولا تصب في مصلحة كرة القدم بشكل عام، ولا بد من الانتباه والحذر حتى لا تتكبد الفرق عقوبات انضباطية وغرامات مالية هي بغنى عنها، ونتساءل إذا كانت البطولة ودية وتحضيرية وحدث ما حدث فيها، فكيف بنا في المباريات الرسمية؟
وفي هذا الصدد لنا عتب كبير على مدير الكرة في نادي الشعلة الذي خرج عن أدب الملاعب وفعل ما فعل، وحسب تقرير الحكم والمراقب المسرب إلى وسائل الإعلام أنه شتم الحكام والتحكيم وسب الذات الإلهية، ولقي عقوبة التوقيف لمدة عام إضافة إلى الغرامة المالية، وكنا نأمل منه وهو اللاعب الدولي المتميز أن يكون قدوة لبقية أسرة كرة القدم، وأن يكون أنموذجاً يحتذى به لأعضاء فريقه واللاعبين، ومع الأسف ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن أحد لاعبي فريق الشعلة والإداري والمدرب سلكوا سلوكاً لا يمت إلى الأخلاق الرياضية بمباراة فريق الجيش بفئة الأولمبي، ونخص بالذكر هنا مدرب الفريق الذي خرج من المباراة بالبطاقة الحمراء وقام بتهديد فريق الجيش في مباراة الإياب في درعا، ورفض الامتثال لقوانين كرة القدم فبقي مع فريقه على دكة الاحتياط دون أن يخرج من الملعب ودون أن يمتثل لقرار الحكم وتنبيه المراقب.
نحن هنا نضع إدارة نادي الشعلة أمام مسؤولياتها بالتصدي لمثل هذه المخالفات الصريحة والعمل على تجنب الوقوع بالمزيد من المخالفات، وهو أفضل من بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع!
وعلينا أن نذكر بعض المتهورين من جماهير الأندية الذين ما زالوا يمارسون هواياتهم في الملعب عن طريق الشتم والقذف للحكام والفريق الآخر واللاعبين أنه آن الأوان لنبذ مثل هذه العادات القبيحة التي تعود بالسوء عليهم وعلى فرقهم، وهي بالأساس لا طائل منها ولا فائدة ترجى من هذا الأسلوب المفترض أن ينتهي نهائياً من ملاعبنا.
أكثر من مرة أكدنا أن الكوادر الإدارية والفنية للفرق بكل الفئات هم قدوة في الملاعب، وشاهدنا الموسم الماضي كيف أن بعض المشرفين ومدراء الفرق والمدربين ومساعديهم وصولاً إلى المعالجين ومسؤولي التجهيزات وأحياناً بعض إعلاميي الفرق، وقد وجدناهم يمارسون الشغب بأبشع فصوله، وقد لقوا العقوبات المناسبة، وعلى ما يبدو أن هذا الموسم سيكون نسخة مكررة عن المواسم السابقة، فشاهدنا في بعض مباريات الفئات الصغيرة خرقاً للأخلاق ومخالفة للقوانين من كوادر بعض الفرق، ونحن نتساءل: إذا كان لاعب في الأشبال يرى تصرفاً شائناً من أحد كوادر فريقه، أفلا يكون ذلك دافعاً لكي يقلده ويتبع منهجه؟
وهنا نعتقد ان الواجب يفرض على هؤلاء الذين هم في مرتبة المربي أن يضبطوا أعصابهم ويكفوا ألسنتهم عن “الكلام الفاحش” ليكونوا خير أنموذج لجيلنا الكروي القادم، ونعتقد أن العقوبات على كوادر الفرق الصغيرة يجب أن تكون أكبر وأكثر من غيرهم حتى لا يؤذوا جيلنا القادم بتصرفاتهم غير المنضبطة.