صحيفة البعثمحليات

تراجع زراعة الشوندر السكري أثر سلباً على قطاع الثروة الحيوانية

دمشق – نجوة عيدة

ما إن تمّ الإعلان عن وأد زراعة محصول الشوندر السكري في الـ 2019 حتى بدأت نتائجه السلبية تلقي بسوادها على الفلاحين من مربي المواشي بأنواعها، إذ كانت تشكّل مفرزات تجميعه أعلافاً أساسية يستفيد منها المزارع في تغذية ثروته الحيوانية، فالقيمة الغذائية الحيوانية لبقايا عملية تصريم الشوندر السكري وأوراقه ودبس السكر الناجمة عن دونم واحد تعادل 500 كغ من الشعير وزراعة دونم من الشوندر تعادل دونمين من الشعير أيضاً، بحسب خبراء زراعيين. 

فقد أدّى انحسار المساحات المزروعة بالشوندر السكري، وفقاً للخطط التي تضعها وزارة الزراعة، إلى تراجع وضع المحصول من استراتيجي إلى محصول ثانوي نوعاً ما، ولعبت الإحباطات المتتالية التي سيطرت على المزارعين بفعل اضطراب السياسات الحكومية في التعامل مع المحصول أيضاً دوراً في تراجع المساحات المزروعة، ما انعكس سلباً على القطاعات الصناعية المستفيدة من المنتجات الثانوية مثل صناعة الخميرة وصناعة الكحول وغيرها من الصناعات. 

وفي حديث لـ “البعث”، بيّن الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة أن قطاع الثروة الحيوانية تأثر سلباً بتراجع زراعة الشوندر نتيجة غياب مورد مهمّ يساهم في تأمين جزء مهمّ من إمدادات الثروة الحيوانية بالأعلاف، ورغم أن الغاية الأولى من زراعته هي استخلاص مادة السكر، إلّا أنه أثناء عمليات جمع المحصول يتمّ تصريم المجموع الخضري الذي يشكل مادة علفية تستفيد منها المجترات (ضمن شروط محدّدة مثل عملية إخضاع الأوراق للذبول وإضافة الجير إليها لمنع التأثير السلبي لمحتواها من الاوكسالات)، كما ينتج عن عملية استخلاص السكر مادة المولاس (دبس الشوندر )، وهي مادة تدخل في صناعة وتحضير خميرة الخبز وفي صناعة الكحول، وتستخدم مادة محلية ورابطة في عمليات تشكيل وتصنيع الأعلاف على هيئة كبسولات، كذلك يتمّ استخدام مخلوط المولاس مع الماء واليوريا والأملاح المعدنية والفيتامينات لتشكيل خليط سكري يتمّ نثره على الأعلاف الخشنة، مثل الاتبان وسيقان الذرة، لتحسين استساغتها من قبل الحيوانات المجترة، ويدخل المولاس في تغذية الدواجن وتحضير سيلاج الأعلاف الخضراء. 

وأفاد قرنفلة بأن عملية استخلاص السكر من رؤوس الشوندر ينتج عنها مادة تفل الشوندر، والتي يمكن تجفيفها وتقديمها كمادة علفية سكرية للحيوانات، إضافة لإمكانية تحضير مادة السيلاج من التفل الرطب عن طريق خلطه مع مواد علفية جافة كالأتبان أو غيرها وتخميره.