جرعة تفاؤل بعد فوز منتخبنا على طاجكستان في دورة تايلاند
ناصر النجار
حقّق منتخبنا الوطني لكرة القدم فوزاً صعباً على منتخب طاجكستان بهدف مقابل لا شيء في المباراة التي أقيمت يوم الجمعة في افتتاح بطولة تايلاند، وسيواجه بذلك منتخب تايلاند على كأس البطولة يوم غدٍ الاثنين في الرابعة عصراً.
الملاحظ من هذه المباراة ومن خلال متابعة المنتخب تحت قيادة المدرّب الإسباني خوسيه لانا أن هناك أموراً مبشّرة عديدة تجعلنا ندخل في خانة التفاؤل لمستقبل جديد ينتظره منتخبنا، والكلام هذا مبنيّ على عوامل عديدة طرأت على المنتخب وجعلتنا أكثر ثقة به من ذي قبل، وربما العامل الأول أن المدرّب يعرف ما يريد، وأن أي تشكيلة يضعها يجب أن يفوز بها، وهذا ناتج من رؤية المدرّب الفنية الصحيحة ومن تحديه الناجح ومن إصراره على تقديم نفسه كمدرّب من الطراز الأول، العامل الثاني هو نجاح أسلوب المدرّب التكتيكي، وهذا ما أدى إلى الانضباط الفني الكامل في المباراة، لذلك شاهدنا أخطاء سلبية أقل وفاعلية إيجابية أكثر، وأسلوباً متناغماً بين الدفاع والهجوم.
في المباراة كان منتخبنا ينقصه الكثير من اللاعبين المهمّين للإصابة لدرجة أن التشكيلة لم تضمّ أي مهاجم صريح، لكن المدرّب لعب بأسلوب جعل الفريق كله مهاجماً، وهذا يؤكد أهمية العمل الجماعي في كرة القدم بدليل أن هدف المباراة سجله لاعب ارتكاز، ورغم أن المدرّب الإسباني يفضل اللاعب المهاري إلا أنه ينزع من فكره أنانية اللعب، فكل لاعب مهاري يجب أن يكون أنانياً حسب عقلية اللاعب العربي، وهذا ما يعمل على إصلاحه بنزع الأنانية من فكر لاعبينا، والهدف الذي سجله محمد عثمان دليل على ذلك، فنوح شمعون كان بوضع جيد للتسجيل، لكنه مرّر الكرة لعثمان لأن موقعه كان أفضل، وهذا هو ثمرة الأداء الجماعي.
والمدرّب كما ذكر أكثر من مرة وكما نقل عنه أنه لا يفضّل كبيري السن من اللاعبين، لكنه يدرك أنه بحاجة إلى الخبرة أمام عنفوان الشباب، لذلك لم يستغن عن العديد من لاعبينا المملوئين خبرة، بدليل أنه حافظ على ثائر كروما وعمرو ميداني وكانا أساسيين في كل تشكيلة، واستدعى مؤخراً محمد العنز، الملاحظة أن كلّ مواقع التواصل الاجتماعي كانت بتعليقاتها تستغرب وجود عمرو ميداني في المنتخب على أساس أنه بات ثغرة في دفاعنا، لكن المدرّب كان له رأي مخالف لدرجة أنه نقل مركزه إلى الظهير الأيمن ونجح بذلك، وهذا يؤكد أن نظرة المدرّب للاعب تختلف عن نظرة المتابعين والمحلّلين.
ثلاث مباريات فاز بها منتخبنا تحت قيادة المدرّب الإسباني خوسية لانا، والملاحظ ارتقاء في المستوى وحسن تعامل مع المجريات ونظافة في الشباك، في دورة الهند كما قالوا المستوى كان أقل من مستوانا، وفي تايلاند المستوى أفضل، طاجكستان في المركز (103) بالتصنيف الدولي وتايلاند (101) وهما لا يبتعدان عن منتخبنا كثيراً في هذا التصنيف الدولي، فمنتخبنا في المركز (92)، من جهة أخرى فإن هذه المباريات ستفيدنا في التصنيف الآسيوي عندما يتمّ إجراء قرعة مباريات التصفيات الآسيوية المقبلة.