د. عمران يطلق “أصوات” في “نفق زمني”
ملده شويكاني
حظي جناح جامعة دمشق -الأدب العلمي- بعرض العديد من الكتب العلمية القيمة والمتنوعة في معرض الكتاب السوري الثالث، ومنها العملان الروائيان الجديدان للدكتور طالب عمران “نفق زمني” و”أصوات عبْر الزمن”، ضمن رواياته التي تقارب المائة والعشرين، وتتبع لخصائص الأدب العلمي الذي يعتمد في جزء منه على عالم افتراضي.
وبدأ د. عمران حديثه مع “البعث” عن روايته “أصوات عبْر الزمن” بسؤال “هل يستطيع الزمن الاحتفاظ بالأصوات؟”، هذا ما تجيب عنه الرواية من خلال البطل الشخصية الرئيسية “على الرغم من كل التعب الذي كان يشعر به الدكتور بلال في انعزاله في المركز العلمي للأبحاث، فقد كان شديد الحماس لمتابعة إنجازات جهازه الصوتي”، المهندس الذي اخترع جهازاً يسجل أصواتاً شديدة الحساسية لدرجة أنه سجل صوت أنين الأشجار حينما تُقطع وأسمعه إلى بعض الحطابين الموجودين في الغابة والذين يرمون بالفأس على جذع الشجرة، فاستغربوا ذلك، وبدؤوا السخرية منه ومن الأشجار حتى إن إحدى الشجرات وقعت على الحطاب الذي غالى بسخريته منها فأردته قتيلاً، من هذه الحادثة تبدأ خطوط الرواية لتتصاعد حبكتها حينما تجتمع القوى العظمى وتقرّر البحث والحصول على المهندس بأي طريقة، ومن ثم يلفقون له تهمة للابتزاز بأنه يقوم بأشياء غير منطقية.
وتابع د. عمران القول: “إنها حكاية مستقبلية متكاملة من حيث الشخصيات والحالة الدرامية والحبكة والزمان والمكان والوصف، تحمل رسالة فحواها يظهر أن كلّ الإنجازات الموجودة في عالمنا البسيط، العالم الثالث، تحاول القوى العظمى التي تعدّ شيطان العصر الاستيلاء عليها، والعمل على فبركة العقول النيّرة لصالحها، وفي نهاية الرواية يرفض المهندس على الرغم من كلّ إغراءاتهم الانصياع لهم ويواجه التعذيب، لكن صوته يصل إلى كوكب آخر، فيأتي المنقذ من كوكب متطور جداً يحكمه العقل بكلّ سكانه ومرافقه، ليصل إلى أن التطور العلمي الموجود في الوقت الحالي ربما يشكّل خطراً على البشرية إذا لم يستخدم العقل، وما يجري حولنا لا يوجد للعقل فيه وجود، فنرى الشيطنة بعمليات القتل والإبادة غير المسبوقة بالعالم.. إبادة الحجر والبشر، وإبادة التاريخ والإنسان الذي يحاول الدفاع عن قيمه ووجوده”.
ما يقوله د. عمران في روايته هذه هو أنه: “إذا استمرت البشرية على هذا النهج فسنقع بمطبّ لا نستطيع التخلص منه، وينتهي بفناء الكوكب بسبب الاستهتار بالجنس البشري من القوى العظمى التي تحاول السيطرة على الكوكب، وهي مسيطرة بطريقة ما”.
وأضاف د. عمران: “نحن كبشر أتينا برسالة إنسانية نستطيع من خلالها العيش معاً، والتعاون والتكاثر، لكن حينما يتسرّب الشر تدخل المتعة النفوس، لتعمل على تخريب العقل والتراث الإنساني الكبير الذي صنعه العقل، وقد يصنعه بالمستقبل أيضاً، وأؤكد أن ما يخرّب العالم بالمرحلة الحالية هو المتعة على حساب العقل”.
أما في “نفق زمني” فيحدثنا: “كما تعلمون منذ أكثر من عقد ونحن نرسل محطات فضائية مأهولة إلى كواكب مجموعتنا الشمسية، وتابعتُ الكتابة عن البؤس والشقاء في الكوكب، وبعد قرابة الخمس والعشرين سنة يأتي الخلاص لمنطقة تعاني كلها الشقاء، إذ قدم الأثرياء في العالم تحت سيطرة القوى العظمى للسيطرة على هذه المنطقة التي تحتوي على منابع الخير والثروات، فيأتي صوت من كوكب آخر بشكل ما يحاول الدفاع عن الناس الأبرياء لأنه جاء من كوكب عاقل، تبنته الحكمة فأراد أن يخلّص البشرية من الشر”.
وعقب د. عمران بأن الروايتين صادرتان بسلسلة الكتاب الشهري عن جامعة دمشق، ضمن مشروع الأدب العلمي، الذي يشارك به بشكل دوري.