صدارة صينية للتجارة الرقمية بالعالم.. ثلث التجارة الإلكترونية من نصيب “طريق الحرير الرقمي”
بكين – ريم ربيع
تتصدر الصين التجارة الإلكترونية في العالم بإيرادات بلغت 2.2 تريليون دولار تقريباً عام 2023، لتأتي بعدها الولايات المتحدة بمبيعات بلغت 981 مليار دولار، إذ فرضت الصين نفسها بقوة كلاعب أساسي في سوق التجارة الإلكترونية العالمية، وذلك من خلال منصات عديدة تمكنت من حجز مكانة خاصة على الصعيد الدولي، وفي مقدمتها (علي بابا وتاوباو وjd)، وأصبحت التجارة الرقمية في الصين محركاً أساسياً للتنمية الاقتصادية عالية الجودة، وهي تواصل تسجيل تزايد في فرص النمو الجديدة للتجارة الخارجية بشكل عام.
وزارة التجارة الصينية كشفت خلال معرض التجارة الرقمية الذي عقد مؤخراً في مدينة هانغتشو، أن حجم التجارة الإلكترونية عبر الحدود نما بأكثر من عشرة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية، فيما بلغ إجمالي واردات وصادرات التجارة الإلكترونية عبر الحدود للصين خلال النصف الأول من العام الجاري 1.22 تريليون يوان (حوالي 172.7 مليار دولار)، بزيادة 10.5 بالمائة على أساس سنوي، فيما تجاوز معدل النمو الكلي للتجارة الخارجية للصين 4.4 نقطة مئوية خلال نفس الفترة، كما بلغ عدد شركات التجارة الإلكترونية عبر الحدود المسجلة جمركياً في الصين 78811 شركة حتى حزيران الماضي، بزيادة 20.81% عن نهاية عام 2023.
اليوم، نرى تحركاً جدياً لتعزيز بناء “طريق الحرير الرقمي” وهو البعد التكنولوجي لمبادرة الحزام والطريق، حيث كشفت تقارير أن التجارة الإلكترونية على طول طريق الحرير تشكل ثلث إجمالي التجارة الإلكترونية عبر الحدود للصين، ففي ظل الخلافات والنزاعات السياسية والعسكرية التي تعطل حركات الشحن والتجارة حول العالم، أصبحت الخَيار الرقمي هو الأكثر أماناً واستقراراً وسهولة، وقد أنشأت الصين آلية التعاون الرقمي لطريق الحرير مع 16 دولة، وعززت آلية التعاون الثنائية للتجارة الإلكترونية مع 26 دولة.
يتناول الكثيرون أسباب الصدارة الصينية في التجارة الرقمية، محددين في مقدمتها السبق المستمر في توفير برامج إلكترونية تخدم هذه التجارة في ظل المساحة الشاسعة للصين، التي تصل إلى 9.6 مليون كم2 تقريباً وعدد سكان يصل إلى 1.4 مليار نسمة، فضلاً عن تغير النمط الاستهلاكي للصينين الذين باتوا يفضلون التسوق الإلكتروني، ففي العام 2023، تم بيع أكثر من ربع السلع الاستهلاكية في الصين عبر الإنترنت، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي، وبفضل الاعتماد السريع على الإنترنت في جميع أنحاء الصين، وصل معدل انتشار التسوق عبر الإنترنت اليوم إلى أكثر من 80%.
ووفقاً لتقييم أكبر تجار التجزئة الإلكترونية على مستوى العالم الذين جعلوا من الصين مستقراً لهم، فإن ظهور سوق التجارة الإلكترونية في الصين كان بمثابة بداية حقبة جديدة في اقتصاد البلاد، حيث يقدم الاقتصاد الرقمي حالياً مساهمة كبيرة بشكل متزايد في الناتج المحلي الإجمالي، وبدلاً من أن تكون التجارة الرقمية محدودة بالوقت والمكان مثل التجارة التقليدية، أصبحت قوة دافعة جديدة للصين للتواصل مع العالم، وازدهرت أشكال الأعمال الناشئة المختلفة، مثل التقنيات والخدمات الرقمية، كما تبلور الاقتصاد السحابي، مثل المعارض والمكاتب عبر الإنترنت، وأصبحت المنتجات الرقمية، مثل الروايات والألعاب عبر الإنترنت، أكثر شيوعاً.
من جهة أخرى، تعد منصات التجارة الإلكترونية عبر الحدود فرصة لتوسع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأسواق العالمية، لتصبح بشكل تدريجي قوة جديدة في التجارة الرقمية وتضخ حيوية جديدة في التعاون الاقتصادي العالمي.