ثقافةصحيفة البعث

“المرأة السورية في التاريخ- بطولات ومآثر” في معرض الكتاب

ملده شويكاني

عشتار أضفت جمالها ورقتها على كتاب “المرأة السورية- بطولات ومآثر” الصادر عن اتحاد الكتّاب العرب، والذي سردت في صفحاته الباحثة هدى عبد الله الشحادة تاريخ المرأة السورية منذ الأزل حتى وقتنا الحالي، وتمّ توقيعه في رحاب مكتبة الأسد في معرض الكتاب السوري الثالث باحتفالية مصغرة.

اتخذ الكتاب طابع التأريخ التوثيقي إلى جانب التوثيق البصري بالصور المنشورة بكتب التاريخ والأرشيف السوري، وتسرّب اللون الأخضر إلى غلافه، إيماءةً إلى الخصب والنماء والاستمرارية والتجدّد.

وفي حديث الباحثة الشحادة مع “البعث” أوضحت أنها تناولت تاريخ المرأة السورية في كلّ العصور القديمة والحديثة، من الإمبراطورة جوليا دومنا إلى الآلهة عشتار إلى الملكة زنوبيا ملكة الشرق، ومن ثم تتالت العصور إلى عصرنا الحالي.

وقسّمت الباحثة كتابها إلى فصلين، ضمّ كل منهما مجموعة عناوين، الأول بعنوان “المرأة السورية في العصور القديمة” إلى المرأة السورية في ظل الاحتلال العثماني إلى المرأة السورية في العهد الفيصلي، إلى المرأة السورية في ظل الانتداب الفرنسي  إلى عهد الجلاء إلى تاريخ سورية الحديث بثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية، وصولاً إلى المرأة السورية في عهد السيد الرئيس بشار الأسد حتى الآن.

وتطرّقت في كلّ عهد إلى الرائدات في كل مجال، وركزت على بعضهن أكثر لتاريخهن السياسي في مختلف المحافظات السورية.

أما الفصل الثاني من الكتاب فوثّق تاريخ المرأة السورية في النصوص الدستورية والقانونية والتنظيمية، وتضمن دورها في مجلس الشعب وكيف تمّ انتخاب أول امرأة في البرلمان، وفي العصر الحالي أصبحت نائب رئيس الجمهورية وعضو قيادة وشغلت مناصب مهمّة في الحكومة، مروراً بدورها بالنزاعات المسلحة.

كما أفردت فصلاً للمرأة في الجولان المحتل، ومن ثم المرأة النازحة والتحولات التي طرأت على حياتها بعد 1967، وكيف تجاوزت معاناة النزوح والشقاء وتغلبت على الحياة وتابعت مسيرة حياتها بثبات ودخلت معترك العمل.

ومن المرأة في الجولان إلى المرأة أثناء سنوات الحرب الإرهابية التي عانت آلام فقد الزوج والأخ والابن، واضطرت إلى العمل وتحمّل أعباء الأسرة، كما استحضرت سيرة الإعلاميات الشهيدات.

وتابعت: “لم أنسَ المرأة في بلاد الاغتراب، ثم أضفت التشريعات والمراسيم والقوانين الخاصة بالمرأة، إضافة إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة”.

وعقبت بأنها استغرقت بالعمل لتأليف هذا الكتاب ثلاث سنوات، واستقت مصادرها من أرشيف مجلس الشعب كونها مديرة الوثائق والمحفوظات في المجلس، ومن قراءاتها التاريخية، وفيما يتعلق باللغة فكانت مبسطة جداً، تقول: “ابتعدتُ فيها عن الحشو، لأنني أحبّ إيضاح المعلومة بشكل دقيق مبسّط وواضح ومباشر لكي لا يملّ القارئ”.

أما عن الأنثى التي تركت أثراً بداخلها، فأشارت إلى نازك العابد التي ارتدت الزيّ العسكري وحاربت مع رجال الوطن في معركة ميسلون، وتبوأت مرتبة نقيب في الجيش، ومما دوّنته عنها وورد في الكتاب “إن خسارة الجيش العربي السوري في ميسلون لم تطفئ جذوة الكرامة والوطنية في الشعب السوري الذي لم يعترف بالانتداب الذي فُرض عليه مطلقاً رجالاً ونساء على حدّ سواء، بل على العكس تماماً فقد زادت تلك الجذوة اشتعالاً وانتشاراً وإثباتاً لأهمية دور المرأة السورية في النضال”.

ومن الصفحات المميزة في الكتاب دور الاتحاد النسائي بالعمل المجتمعي في خمسينيات القرن الماضي في مجالات التعليم والإسعاف والحرف اليدوية.