حرب إعلامية في أمريكا.. “نيويورك تايمز” تكشف صور الأطفال الذين اغتالتهم “إسرائيل” في غزة
سمر سامي السمارة
أصدرت محررة قسم الرأي في صحيفة “نيويورك تايمز” بياناً قوياً دحضت فيه الادعاءات المتعلقة بنشر الصحيفة صوراً مفبركة أو معدلة لفحص الأشعة المقطعية كجزء من مقال نشرته مؤخراً يضم روايات مروعة مباشرة من متخصصين في الرعاية الصحية مقيمين في الولايات المتحدة، ممن عملوا في غزة على مدار العام الماضي.
بعد نشر المقال الذي استشهد بعشرات العاملين في مجال الرعاية الصحية، شنت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة “لإسرائيل” هجمات لا أساس لها من الصحة على المقال، لكن محررة الرأي في الصحيفة كاثلين كينجزبيري، قالت إن “أي إشارة إلى أن الصور التي تم نشرها في المقال ملفقة هي ببساطة خاطئة”، مضيفةً إن لدى محرري الصحيفة “صور لتأكيد صور الأشعة المقطعية”، ولكن نظراً لطبيعتها الصادمة والعنف الواضح في الصور، قررنا أن هذه الصور وهي لأطفال مصابين بجروح ناجمة عن طلقات نارية في الرأس أو الرقبة مروعة للغاية للنشر، كما اتخذنا قراراً مشابهاً بشأن أكثر من 40 صورة وفيديو إضافية قدمها الأطباء والممرضات الذين شملهم الاستطلاع والتي تصور أطفالاً صغاراً مصابين بجروح مماثلة ناجمة عن طلقات نارية.
يتضمن البحث، الذي كتبه جراح الصدمات الأمريكي الذي يعمل في كاليفورنيا، وتطوع للعمل في غزة فيروز سيدهوا، ثلاث صور لأشعة إكس قدمتها ميمي سيد – طبيبة طب الطوارئ في أوليمبيا بواشنطن – إلى صحيفة “نيويورك تايمز”. تقول ميمي سيد: “عملت كجرّاح صدمات في غزة من 25 آذار إلى 8 نيسان، وتطوعت في أوكرانيا وهايتي، ونشأت في فلينت بولاية ميشيغان. لقد عملت في مناطق النزاع، وكنت شاهدة على العنف، ولكن من بين الأشياء العديدة التي استوقفتني في العمل بمستشفى في غزة، هو أنني في كل يوم كنت أرى طفلاً رضيعاً مصاباً بعيار ناري في الرأس أو الصدر، وجميعهم تقريباً ماتوا، كانوا ثلاثة عشر طفلاً في المجموع”.
وتضيف، في ذلك الوقت، افترضت أن هذا كان فعلاً فردياً من جندي سادي، ولكن بعد عودتي إلى الولايات المتحدة، التقيت بطبيب طوارئ كان يعمل بمستشفى آخر في غزة، قبلي بشهرين، وقلت له: “لم أستطع أن أستوعب عدد الأطفال الذين رأيتهم مصابين بطلقات نارية في الرأس”، واندهشت عندما أجابني: “نعم، أنا أيضاً كنت أصاب بالدهشة كل يوم”.
قدّمت ميمي سيد، وهي الدكتورة التي عملت في خان يونس، هذه الصور بالأشعة السينية للصحيفة، وقالت: “جاءني العديد من الأطفال، معظمهم تحت سن 12 سنة، أصيبوا برصاصات في الرأس أو الجانب الأيسر من الصدر، وعادة ما كانت الإصابة برصاصة واحدة، وكان المرضى يأتون إما وقد فارقوا الحياة، أو في حالة حرجة ويموتون بعد وقت قصير من وصولهم”.
ردًا على بيان كينجزبيري كتب يونا ليبرمان، المؤسس المشارك للمجموعة الأمريكية “إف نت ناو”: “عار على أي شخص أو منظمة تحاول تصوير العشرات من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين شهدوا آثار الهجمات العشوائية الإسرائيلية في غزة على أنهم كاذبون”.
وقام الطبيب فيروز سيدهوا، بتنظم كتابة خطاب أرسل إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في وقت سابق من هذا الشهر، بالتنسيق مع محرري الرأي في صحيفة “نيويورك تايمز” بشأن استطلاع رأي شمل 65 من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية ممن عملوا في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول 2023، كتب فيه أن 40 من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين شملهم الاستطلاع قالوا أنهم “شاهدوا حالات متعددة لأطفال تحت سن المراهقة أصيبوا برصاصة في الرأس أو الصدر في غزة”.
من جهته، قال عرفان غالاريا، وهو جراح تجميل وترميم مقره في شانتيلي بولاية فرجينيا: “قدم فريقنا الرعاية لحوالي أربعة أو خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و8 سنوات، أصيبوا جميعاً بطلقة واحدة في الرأس، لقد حضروا جميعاً إلى غرفة الطوارئ في نفس الوقت، وماتوا جميعاً”, مضيفاً أن 63 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، والمرضى والعاملين الطبيين الفلسطينيين والسكان بشكل عام يعانون من سوء التغذية، ولاحظ 52 معاناة من اضطرابات نفسية شبه شاملة لدى الأطفال الصغار، وأن لدى بعضهم ميول انتحارية أو قالوا إنهم تمنوا لو أنهم ماتوا.
كتب سيدهوا في مقال نُشر مؤخراً: “معاً، تحول “إسرائيل” والولايات المتحدة غزة إلى أرض قفر، ولكن لم يفت الأوان بعد لتغيير المسار، فبوسعنا أن نوقف “إسرائيل” عن استخدام أسلحتنا وذخائرنا ووقود الطائرات والمعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي من خلال حجبها، وبوسعنا أن نوقف تدفق الأسلحة إلى من خلال الإعلان عن حظر دولي على توريد الأسلحة إلى “إسرائيل”، مضيفاً “لا بد أن تنتهي هذه الأهوال”.