ضمن مسحٍ شمل 24 ألفاً و840 أسرة.. مؤشرات أولية لانحدار واضح للأمن الغذائي!!
دمشق – لينا عدره
بدأ المكتب المركزي للإحصاء منذ عام 2015 تنفيذ مسحٍ للأمن الغذائي على ثماني مراحل، شمل كلّ المحافظات السورية، ونفّذه المكتب بالتعاون مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي وبرنامج الأغذية العالمي، لتُشير المؤشرات الأولية للمسح الحالي الذي تمّ الانتهاء من تنفيذه مؤخراً إلى اكتفاء عددٍ كبير من الأسر بوجبة واحدةٍ يومياً، ما جعلها مُشابهة لما سبقها من نتائجٍ لمسوحات سابقة، وفقاً لما بيّنه مدير المكتب المركزي للإحصاء الدكتور عدنان حميدان الذي أوضح أنه لا يمكن القول إن الأوضاع أسوأ بالمطلق، لوجود فروقات تغذوية بين محافظة وأخرى، إذ يمكن أن نلحظ وضعاً تغذوياً سيئاً في محافظة ما، وأقل سوءاً في محافظة أخرى، وهكذا، منوهاً باستمرار المكتب بالعمل للوصول إلى النتائج الخاصة بالمسح، ولاسيما أن المسح لم يمضِ على انتهاء العمل به إلا مدة قصيرة، إلا أن الملاحظ بشكلٍ عام هو ارتفاع نسبة غير الآمنين غذائياً بشكل كبير لدى معظم الأسر مع اكتفاء معظمها بوجبة واحدة.
حميدان أوضح أن حجم العينة التي استهدفها المسح بلغ 24.840 ألف أسرة، لافتاً إلى أن هناك أسراً آمنة غذائياً ضمن مجموعة من المؤشرات، إلا أن الملاحظ هو انحدار واضح للأمن الغذائي، مضيفاً أن الشبع ليس مؤشراً على أن الشخص آمن غذائياً! فقد يكون كل ما يتناوله لا يحقّق له صحة جيدة بالمقاييس الموضوعة، منوهاً ببعض ما تضمنته استمارة المسح والتي تأخذ بعين الاعتبار المواد الغذائية المتعلقة بالبروتين والصحة، وغيرها من العناصر الضرورية لبناء جسم سليم وصحي، ومن ثم مقارنتها مع حالة الشبع، مبيناً أن من ضمن الأسئلة الموضوعة، أسئلة تتعلق بما تناولته الأسر خلال وجباتها الثلاث، لافتاً إلى أن الكثير من الأسر تتناول وجبة فطورها الساعة 2 ظهراً، ما يعني اكتفاءها بوجبة إفطار، وهي الوجبة الوحيدة يومياً!!
وعن المسوح التي يهدف المكتب المركزي لتنفيذها، أشار حميدان إلى سعي المركز لتنفيذ خمسة مسوحات ضرورية جداً، للوقوف على كلّ التغيّرات التي حصلت في البنية السكانية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية في سورية، والتي في حال تمّ تنفيذها ستعطي مؤشرات بانورامية متكاملة عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية للسكان، متمثلةً بمسحٍ اقتصادي متكامل وآخر ديموغرافي متكامل، إضافةً لمسح مهمّ جداً يتعلق بدخل ونفقات الأسرة، منوهاً بأن آلية هذا المسح سابقاً كانت تتمحور بقياس وحساب عدد الحريريات التي يحصل عليها الشخص من غذائه، وخاصةً مع حاجة أي شخص لـ2200 حريرة يومياً لكي يستمر في الحياة، تبعاً للمعايير العالمية، مبيناً أنه لا يمكن في الوقت الحالي القياس على هذا المستوى، والسبب هو أن معالجة الموضوع لا علاقة له برفاهية السكان، بل بالتعرف على عدد الأسر الآمنة أو غير الآمنة، بهدف توجيه كلّ الإمكانيات لمساندة تلك الأسر، يُضاف إلى تلك المسوح التي يخطّط المكتب لتنفيذها في حال تهيأت ظروف وإمكانيات مناسبة، مسح الهجرة والإعاقة، مشيراً إلى سعيهم لتنفيذ مسح واحد على الأقل من تلك المسوح في الفترة المقبلة، وهو مسح دخل ونفقات الأسرة، الذي يستمد أهميته من كونه يعطي مؤشرات غنية وضخمة جداً، منها اقتصادية، تنعكس على الحسابات القومية ومستوى الحياة المعيشية ومستوى رفاهية الفروقات بين الدخل والإنفاق، ووضع الأسر المعيشي وغيرها.