محمد الطاهر: إقبال غير متوقع على معرض الكتاب وحركة شرائية جيدة
ملده شويكاني
لمعت أسماء لروائيين عرب في جناح “دار توتول” في معرض الكتاب السوري الثالث، مثل الروائي المصري محمد بسيوني في روايته “الخفافيش لا تطير”، ورواية “الله لا يخذلني” للروائية ريم العابد من السودان، وأخرى للروائية الجزائرية إلهام بن منصور بعنوان “إجهاض القلوب”، بالإضافة إلى رواية “تسكع في الجحيم” للروائي العراقي سعيد عودة، ما لفت الانتباه إلى هذا التنوع الروائي العربي.
ويشير الروائي محمد أحمد الطاهر مدير الدار في حديثه لـ”البعث” إلى أن هذه الروايات فائزة بالمسابقة السنوية للإبداع الروائي للروائيين العرب التي أقامتها الدار على مدى خمس سنوات.
كما حفل المعرض بروايات بعض الكتّاب السوريين المغتربين مثل مقبل الميلع المغترب في أمريكا ومشاركته برواية “مقبرة العظماء” وهي رواية تأريخية ترصد مرحلة قرن من الزمن، بالإضافة إلى روايته “بينهما الشيطان”، ومشاركة الكاتب الفلسطيني د. يوسف حطيني المقيم في الإمارات والذي يشكّل رافداً عن خطّ المقاومة، بالإضافة إلى الروائي أمين الساطي الذي عُرضت له ثلاثة أعمال بين القصة والرواية، مجموعة قصصية بعنوان “الممسوسة” ورواية “شوارع الغضب” ومجموعة قصص قصيرة جداً بعنوان “قصص مرعبة جداً”.
كما اهتمّ الجناح بالترجمة، ومنها كتاب للكاتبة الإنكليزية “آلين رانيللا” ترجمة موسى الحالول بعنوان “الأصول الشرقية للأدب الشعبي الغربي” ويعنى بتدوين كل الأساطير والقصص الشعبية في الأدب العربي التي كتب عنها الكتّاب الغربيون.
كما اختار الطاهر روايتين من رواياته الأربع والعشرين لعرضهما بالجناح، وهما رواية “ماري” التي تتصف بطابع رومانسي وتدور حول قصة حبّ بين رجل بدوي وفتاة من طائفة أخرى، تتعرض لمطبات، وفي النهاية تُقتل الفتاة والبطل يشرد، ويكتشف بعد زمن بأنهما كانا متزوجين وأنجبا طفلاً لكن لا أحد يعرف أين هو؟.
أما رواية “شمو” المعنوّنة باللغة الكردية فهي رواية بوليسية تتحدث عن قضية امرأة تعرضت أثناء الحرب للاغتصاب والاعتقال، واتّهمت بجريمة القتل إلى أن تمت تبرئتها بعد عشر سنوات، باختصار هي حكاية امرأة لم تنصفها الحياة.
وعقب عن تقارب المستوى اللغوي بين الروايتين، بأن الكاتب يضطر أحياناً إلى الكتابة بلغة بسيطة عندما يتحدث عن الواقع البسيط، وتابع: “برأيي الرواية يجب أن تكتب بلغة بسيطة يفهمها جميع القراء باختلاف شرائحهم، لأن الكاتب يكتب للآخرين ولا يكتب لنفسه، فعليه أن يوصل فكرته بأسلوب سلس وبسيط ليحصل على النجاح، أما إذا كتبها بأسلوب لغوي رفيع وعبارات رصينة قوية التراكيب، تكون صحيحة لغوياً، لكنها غير متداولة بالواقع، فتلتبس على القارئ العادي”.
وفيما يتعلق بالإقبال على المعرض، يرى الطاهر أنه على الرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي نعيشها الآن من تبعات الحرب، وعلى الرغم من انقطاع المعرض ومن ثم عودته، فإن الإقبال الكبير كان غير متوقع، وتوجد حركة شرائية جيدة، ما يدلّ على أن الناس مازالت تمتلك في داخلها حبّ القراءة، وأن هناك زاوية في النفس لا تملؤها إلا الثقافة.