ثقافةصحيفة البعث

إضاءات على استراتيجية حرب تشرين التحريرية

حمص- عبد الحكيم مرزوق

استضافت رابطة الخريجين الجامعيين، مؤخراً، محاضرة بعنوان “إضاءات على استراتيجية حرب تشرين التحريرية”، قدّمها العميد الركن المتقاعد رجب ديب، وذلك بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية.

وتناول ديب مآثر حرب تشرين التحريرية على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والنفسي، قائلاً إنّ حرب تشرين التحريرية جاءت لتعيد الثقة إلى المواطن والمقاتل العربي على حدّ سواء، ولتسقط أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأسطورة التفوق الجوي المعادي ويبتر ذراعه الطويلة، مشيراً إلى أن أهمية وعظمة حرب تشرين تكمن في كونها الحرب العربية الأولى في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي من حيث القرار والتخطيط الإستراتيجي والإعداد والتنفيذ.

وأضاف ديب: “حرب تشرين منحتنا زخماً روحياً كبيراً كنا بحاجة له، وكشفت لنا عن القدرات الذاتية الهائلة للشعب العربي، وعلمتنا صناعة الحرب وهي صناعة ككل الصناعات الأخرى القابلة للتعلم بالممارسة، وأكدت الحرب أن قدرة العرب في وحدتهم”، وحدّد مرتكزات قرار الحرب بأربعة اتجاهات، الأول هو العسكري ويعني إعادة بناء القوات المسلحة والقيام بحملة وعملية تدريب على أحدث أنواع الأسلحة، والثاني هو الاتجاه النفسي المعنوي ويعني تكثيف الجهود لتعبئة الجماهير والقوات المسلحة وتحضيها لخوض المعركة، والثالث هو الاقتصادي وذلك لتوفير الإمكانيات المادية لقواتنا المسلحة والدعم اللوجستي الدائم، والاتجاه الرابع هو السياسي من أجل تهيئة المناخ الملائم محلياً وعربياً ودولياً لخوض غمار الحرب، وأوضح أن اتخاذ قرار الحرب هو المنعطف الأكثر أهمية في تاريخ الصراع العربي- الصهيوني، إذ اتخذ بالتنسيق ما بين القائد المؤسّس حافظ الأسد والرئيس المصري أنور السادات في برج العرب في مدينة الإسكندرية بتاريخ 24 نيسان 1973.

ثم تحدث ديب عن كيفية الإعداد لحرب تشرين التحريرية، موضحاً أن الإعداد يعود إلى ما بعد نكسة حزيران، ومضيفاً: “تعمق هذا الإعداد بعد الحركة التصحيحية المباركة التي قامت في 16 تشرين الثاني 1970 حيث اتخذت القيادة عدة قرارات، منها إعادة توسيع وتسليح وتدريب القوات المسلحة على أفضل أنواع الأسلحة وأكثرها تطوراً، وانتقال الجيش العربي السوري إلى التنظيم الفوقي وتوسيع مسارح الأعمال القتالية ليتسنى للقوات المناورة في الوحدات والنيران.

ورأى ديب أن حرب تشرين أكدت أن إرادة القتال فوق كل الصعاب والتحديات والنكسات، ففي السادس من تشرين الاول عام 1973 كتبت الأمة العربية من جديد عبر تضحيات وبطولات وملاحم أبطالها الأشاوس من المقاتلين العرب السوريين والمصريين صفحات خالدة وناصعة من المجد والكرامة، وتحدث عن بانوراما حرب تشرين والأعمال القتالية، مستعرضاً بعض المعارك والأسلحة التي شاركت في الحرب في البر والبحر والجو  والمعارك المشرفة التي خاضها مقاتلونا والانتصار الذي تحقّق على العدو الصهيوني الغاشم.