إطلاق مشروع طباعة شروحات متحفية بلغة بريل لبعض القطع الأثرية
دمشق – ميس خليل
للمتاحف والمواقع الأثرية أهمية خاصة في بناء المجتمعات، فهي تمثل الخزان الثقافي الحيّ لعراقة الشعوب ودليلاً مادياً على طريقة تفكيرها وتعايشها، وبهدف المحافظة على الآثار والموروث الثقافي وخاصة المتاحف والمواقع الأثرية السورية تأسّست جمعية أصدقاء المتاحف والمواقع الأثرية السورية في العام 2020.
إياد غانم، رئيس جمعية أصدقاء المتاحف والمواقع الأثرية، أوضح أن الجمعية تضمّ عدداً من الشباب المتطوعين الذين يزداد عددهم بشكل دائم حتى أصبح مجموع المنتسبين إلى الجمعية نحو ٢٠٠ متطوع أغلبهم من طلاب قسم الآثار في جامعتي دمشق وحلب، وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية التراث الثقافي السوري وتوعية المجتمع المحلي بأهمية المحافظة عليه، كما تمّ هذا العام قبول انتساب عدد من الأطفال الصغار لصالح الجمعية.
وذكر غانم لـ”البعث” أن الجمعية تقوم بالعديد من النشاطات لدمج الأطفال من ذوي الإعاقة مع المجتمع، حيث كانت الجمعية سباقة في اتباع أساليب ثقافية تهدف إلى دمج أصحاب الإعاقة السمعية والنطقية بالمجتمع، وقد تمّ العمل على تنظيم عدة جولات لأصحاب الإعاقة إلى المتحف الوطني بدمشق، وخاصة ضمن احتفالية أسبوع الأصم العربي، كما تمّ العمل على تدريب صماء على الشروحات المتحفية وباتت قادرة حالياً على شرح القطع المتحفية بلغة الإشارة لجميع الراغبين، مشيراً إلى أن هناك فكرة لتصوير مقاطع فيديو صغيرة عن القطع المتحفية بلغة الإشارة العالمية لتكون رسالة حضارية عن تراثنا إلى أصحاب الإعاقة السمعية في العالم، لكن للأسف لم يرَ هذا المشروع النور بسبب التأخر بالموافقات في ذلك الحين ما سبّب انسحاب بعض الجهات الداعمة وتأجيل التصوير أكثر من مرة، منوهاً بأن هناك حالياً مشروعاً لأصحاب الإعاقة البصرية سيطرح قريباً وسيعتمد بشكل رئيسي على طباعة شروحات متحفية بلغة بريل لبعض القطع الأثرية.
أما ما يخصّ الصعوبات التي تواجه عمل الجمعية فحدّدها غانم بعدم قدرة الجمعية على تأمين مقر دائم لها حتى الآن، وضعف التجاوب من بعض الجهات الحكومية المختصة بالشأن الثقافي والخدمي، بالإضافة إلى الصعوبة في تأمين مورد مالي دائم لتنفيذ الأنشطة الخاصة بالأطفال أو لتدريب الكوادر الشبابية على أعمال التوثيق والترميم، متمنياً من الجهات الحكومية إعطاء الجمعيات الأهلية دوراً أكبر في المشاركة بإعادة بناء الثقافة السورية والتعريف بها.
وكشف غانم أن هناك العديد من الشركاء الداعمين للمتاحف والآثار السورية منهم فريق AMS التطوعي ومؤسسة المحبة السورية وفريق مجد ٢٠٢٠ وجمعية بصمة حياة وجمعية سراج وجمعية معكم نزدهر.
وشدّد غانم على أهمية إخراج المتاحف من دورها التقليدي في حفظ القطع الأثرية إلى دورها الرئيسي في إعادة بناء الثقافة السورية عن طريق إقامة المحاضرات والندوات الدورية، وتنظيم زيارات لكافة شرائح المجتمع إليها وتنويع الأنشطة ضمنها من نشاطات فنية وترفيهية إلى معارض الكتب وموسيقية حتى يكون لكل سوري ذكرى ضمن هذه المتاحف.