“غزّة هاشم”.. مُهشِّمة الأوْغاد
وجيه حسن
إنّهم الأبطال الميامين، رجال الله في الميادين، ممرّغو أنف (النَّتِن – ياهو) ووجهه وفكره وطُغمته العسكريّة العنصريّة الحاقِدة في التّراب والإسفلت والمهانة معاً..
إنّها لَأعمالٌ دمويّة جبانة رخيصة مُدانَة أخلاقيّاً وإنسانيّاً وعالميّاً، تلك التي قام/ ويقوم بها الصهاينة الأوْغاد بحقّ أهلنا وناسِنا ورجالنا في الميدان، في تلك الأرض الطّهور، في “غزّة هاشم” الباسلة البطلة، التي ارتوت/ ولاتزال ترتوي من دماء الأطفال الأبرياء، والنّساء، والعجائِز كبار السنّ من الجنسين، إذ ارتكب هؤلاء النّازيّون الجُدد/ ويرتكبون فيها، وفي لبنان الصّامد، جرائم مُخزِية قاسية متشنّعة، تندى لها أجْبِنَةُ النّاس طُرّاً في هاتِه المعمورة المُتراحِبة الأطراف، وفي المقدّمة “مجلس الأمن” الهزيل والعاجز والرّخيص..
إنّها جرائم بالجملة، والإجرام منذ وُجِدت “إسرائيل” هو عملتها المفضّلة المُتداوَلَة عبر تاريخها الأسود الغارق بالسّواد، فماذا يفعل المستكينون الصّامتون النّائمون، حيال كلّ هذه الجرائم النازيّة العنصريّة المُتشنّعة؟ ما موقفهم؟ كيف يفكّرون؟ بل وأين هم من كلّ ما يجري من مذابح ودماء وآهات وهدم وتدمير وتهجير وتقتيل؟!
إنّها لمشاهِد قاسية تبعث على الألم والتّأسّي، تلك التي يقوم بها الصهاينة الموتورون النّازيون بحقّ شعبنا الفلسطيني البطل، بحقّ رجالات المقاومة اللبنانية البواسل، وبحقّ البشر والشّجر والحجر، في فلسطين الأبيّة، وفي الجنوب اللبناني الصّامد؟!
وما يقوم به هؤلاء الأبطال جميعاً، من شرائح المجتمع المقاوم المُتلاحِم كافّةً، لَيُعَدّ بحقّ وحقيقة مبعث فخر واعتزاز وشموخ وإباء، يُحيي في عروق الأمّة العربيّة وشرايينها من خليجها لمحيطها سِجال الأمل، وبوارِق النّصر المُبين، وهو آتٍ لا محالة، طالت هذه الحرب المدمّرة، أو قصرت..
إنّ ما ترتكبه “إسرائيل” اليوم، وعلى مدى أكثر من خمسة وسبعين عاماً، من جرائم وفظائع وتشنّعات واغتيالات وغارات وأعمال نازيّة عنصريّة مُدانَة، لأمرٌ أو أمورٌ تبعث على الحزن العميق أوّلاً، والفخر العميق تالياً، ذلك عندما نرى في الشاشة الصغيرة تلك البطولات الكبيرة لرجال الله في الميدان، الذين أقسموا بأغلظ الأَيمان، إنهم سيقاومون هذا المحتلّ الغاشم في غزّة هاشم، والضفّة الغربيّة، والقدس، وجنين، وبيت لحم، والنّاصرة، وبيت ساحور، والبيره، وقلقيلية، ورفح، إلخ، حتى آخر قطرة دم من دمائهم الشّريفة المقدّسة، إضافة إلى المساندة العربية المخلصة من المقاومة في لبنان والعراق واليمن…
ثمَ أليس الدّفاع عن المسجد الأقصى، وقبّة الصّخرة، والقدس الشّريف، وكلّ حبّة رمل غالية، أو حبّة تراب مقدّس، هو دفاع عن أعزّ ما يعتزّ به الفلسطيني البطل، إضافة للدفاع عن أرض الآباء والأجداد، عن أرض كنعان التاريخيّة، التي تعود تاريخياً لأهل فلسطين دون الصهاينة المعتدين الأوْغاد، هذا ما تؤكّده الكتب والأبحاث ومراكز الدّراسات المُنصِفة البريئة من الخلط والمجون والتّزييف والمُخاتلة، وشراء الضّمائر الرّخيصة بالدولار الأسود كسواد وجوه المجرمين أولاد الأفاعي، ومَن يعاضدهم!
ثمّ ما هذا الفكر التّلمودي الخَطِر الّذي يُشرّع للصّهاينة الموتورين قتْل الفلسطينيين واللبنانيين العُزّل، وإراقة دمائهم الزكيّة بدمٍ بارد، وعنصريّةٍ حاقدة، تدعمهم الولايات المتحدة الأمريكية، دولة الشرّ المستطير،والاستكبار العالمي، (راعية حقوق الإنسان في العالَم زوراً وبٌهتاناً وتجنّياً وكذباً رخيصاً على الذّقون)!
أمّا بعض الدول والهيئات والأحزاب والحركات، التي آمنت وتؤمن بشرعيّة مقاومة الغاصب المحتلّ ودحره: أمريكا وربيبتها “إسرائيل”، فإننا نرفع لها القبّعات احتراماً وتجلّة وتقديراً وإكباراً، لأنّها تقارع العدوّ الصهيوني، والعدوّ الأمريكي جنباً إلى جنب بمختلف أنواع الأسلحة المناسبة والمتاحة، أوّلها: سلاح الإيمان، وسلاح الإرادات الفولاذيّة التي لا تتثلّم، ولا تُفَلّ، وسلاح فكرة انتزاع الأرض المسلوبة من أصحابها الشّرعيين منذ أكثر من خمسة وسبعين عاماً.
على بركة الله أيّها المقاومون البواسل، أيّها الأبطال الميامين في كلّ الجبهات والميادين والحدود.. قلوبنا معكم، ومُهَج أحرار العالَم الشّرفاء معكم، وقلوبنا في ضراعةٍ تامّةٍ إلى الله جلّ وعلا، أنْ يثبّت على طريق النّصر والتّحرير والثّبات وحقّ العودة خطواتِكم ورمياتِكم، ما دمتم تدافعون بأرواحكم ومبادئكم وبنادقكم وصواريخكم وعبواتكم ومُهجكم عن الأرض والعِرض، وهل هناك أغلى منهما في هاتِهِ الحياة المُتلاطِمة، لكلّ صاحب عقل وإيمان، وبصر وبصيرة، وشرف ومروءة، ووطنيّة صادقة؟
ثمّ ألم يقل شاعر عربيّ يوماً:
والحقُّ والرّشّاشُ إنْ نطقَا معاً عَنَتِ الوجوهُ وخرّتِ الأصنامُ؟