الشغب وتسويق الدوري نواقص كرتنا في الموسم الجديد
المحرر الرياضي
رغم أن الدوري الممتاز لكرة القدم كان من المفترض أن ينطلق يوم الجمعة الماضي وتمّ تأجيله لأسباب عديدة أبرزها جاهزية الملاعب ومشاكل أنديتنا المالية، إلا أننا لم نسمع عن تغيير حقيقي في شكل المسابقة ليوصل إلى تجاوز السلبيات العديدة التي مرت بها خلال السنوات الأخيرة أو إلى تحسين الصورة العامة.
البداية من قضية الشغب التي أوصلت الدوري في المواسم السابقة إلى أماكن لا تليق بمنافسة رياضية، حيث تزايدت حوادث “الخروج عن النص”، إن كان من قبل الجماهير أو حتى الكوادر، ووحدها لجنة الانضباط والأخلاق حاولت استعادة هيبة المسابقة عبر عقوبات صارمة مالية وانضباطية، لكن الطبيعي ألا يكون هذا الأمر كافياً وحده.
ومن المنطقي أن نرى تفكيراً في طرق جديدة لحلّ هذه المشكلة مع حلول قابلة للتنفيذ، وهذا الأمر ليس مستحيلاً بل يحتاج في المقام الأول إلى نوايا للعمل من كلّ المفاصل الكروية، والبداية من إدارات الأندية وروابط مشجعيها مروراً بالحكام ومنظمي المباريات انتهاء باتحاد اللعبة الذي يفترض أن يتواصل مع الجهات المعنية لوضع خطة متكاملة تقتلع أسباب الشغب لا أن تتعامل مع نتائجه المسيئة فقط.
وإذا أردنا الابتعاد عن قضية الشغب وتوفير ظروف حضور مباريات مثالية للجماهير التي تعطي لدورينا جماليته، فإن اتحاد الكرة مطالب أيضاً بإيجاد طريقة لتسويق المسابقة وبيع حقوق رعايتها بمبالغ معقولة، فالجميع أدرك أن مبلغ 5 مليارات ليرة التي حدّدها الاتحاد كثمن لرعاية المسابقة كان مبالغاً فيه بالنظر إلى عدة أمور، أبرزها أن دورينا بات ضعيفاً فنياً وملاعبنا غير لائقة للمنافسات الكروية، لذلك لم تنجح عملية التسويق.
وبناءً على ذلك لا بدّ من البحث عن طرق أخرى لبيع الحقوق ورعاية الدوري، فمن غير المعقول أن تصرف الأندية مئات الملايين من الليرات للتعاقد مع لاعبين وأجور تنقلات وحكام، ثم تكون مكافأة الفريق الفائز باللقب مثلاً لا تعادل خمسة بالمئة مما تمّ صرفه.
أخيراً لا بدّ من التأكيد على أن التحسن في الجوانب التحكيمية وتقليص الأخطاء الذي كان منتظراً عبر تطبيق تقنية الفيديو، لن يتحقق بعد أن تعثرت وصول التقنيات اللازمة لذلك.