ثلاثون فناناً يحتفون بأيام الفن التشكيلي
حمص – آصف إبراهيم
ترافقت ندوات “أيّام الفنّ التّشكيلي” بدورتها السّابعة بأنشطة موازية، هي معرض ذاكرة الماء وملتقى التّصوير في المتحف الوطني ومعرض مقتنيات متحف الفنون في متحف دمّر، بالإضافة إلى معارض في الصّالات الخاصّة في بعض المحافظات، ففي حمص استضاف اتحاد الفنانين التشكيليين في صالة صبحي شعيب وسط المدينة معرضاً جماعياً شارك فيه ثلاثون فناناً ينتمون إلى مدارس وتيارات فنية متنوّعة ويمثّلون المشهد التّشكيلي الحاضر بتألق في المشهد الوطني.
أكثر من خمسين لوحة بمقاسات وتقنيات متعدّدة تتوزّع بين الكلاسيكية والحداثة، وتجسّد موضوعات جمالية واجتماعية جريئة الطّرح، وتعكس حالة تفاعل فنّي مع الواقع بكلّ تجلّياته الطّبيعيّة والإنسانيّة، وحميمة الانتماء الوجداني إلى المكان بعمارته التّاريخية والمعاصرة، حيث تستحوذ البيوت والحارات القديمة بأسلوبها المعماري المدهش على اهتمام الفنّانين وإصرارهم الدّؤوب على إبراز معالم الدّهشة والجمال في أروقتها.
مواضيع وأفكار متنوعة يمكن أن تبرز ضمنها المرأة كموضوع جمالي ومواقف اجتماعية يتجلّى في الرّؤى الإنسانية تجاه الحالات المتباينة التي تختزنها في حياتها، كما نجد لسحر الطّبيعة في حالاتها التّسجيلية أو الانطباعيّة والتّعبيريّة مكاناً تتألّق فيه المهارات الفنّية في توظيف الألوان والعناصر الفنّية التي تشي بمحاولات حثيثة لكسر حاجز المألوف في التّجسيد الواقعي للطّبيعة بشقّيها الحيوي والصامت، والمتداخلة مع الرّمزية حيناً وما ترمي إليه حالة التّوظيف الدلالي للكائنات المتنوعة.
والحضور اللافت للإنسان بكل همومه وانكساراته يبرزها أكثر من فنان في مشاركاتهم في محاولة لإضفاء الدور الحيوي للفن التشكيلي في سبر أغوار النفس البشرية والاشتغال على الحالات الانفعالية التي تمور في داخله ويمكن للمهارة الفنية إبرازها ضمن بورتريهات تعتني بالتقاطيع والتفاصيل والتوظيف الدلالي للألوان.
ويشكل هذا المعرض كتظاهرة فنية يشارك فيها أبرز فناني حمص وعدد من الوافدين نقلة نوعية في الحراك التشكيلي المتجدّد دائماً في مدينة تفتقر لصالات العرض والاهتمام الترويجي الذي يسهم في إعادة الجماهيرية إلى اللوحة.