مزارعو الزيتون يبدؤون القطاف قبيل النضج تجنباً للسرقات
حماة- ذكاء أسعد
رغم تحديد العاشر من الشهر الجاري كموعد لبدء قطاف الزيتون في حماة، إلا أن غالبية المزارعين باشروا جني الثمار قبيل هذا الموعد تجنباً للسرقات في ظلّ صعوبة ضبط المَزارِع وارتفاع تكاليف حراستها، ما أدى لانخفاض سعره في السوق، إذ تراوح سعر كغ الزيتون الجيد بين 15 و20 ألف ليرة بينما انخفض سعر الرديء منه لما دون الـ10 آلاف، وقد ارتفعت تكاليف وأجور قطاف المحصول ونقله وعصره بشكل كبير، وخاصة أجور اليد العاملة التي تضاعفت عن العام السابق، فقد بلغت أجرة اليد العاملة للساعة الواحدة 10 آلاف ليرة، كما تراوحت أجور النقل بين 150 إلى 250 ألفاً، وذلك حسب المسافة، بينما حافظت أجور العصر إلى حدٍّ ما على سعرها وبلغت 600 ليرة للكغ الواحد، ومع ارتفاع التكاليف وعدم وجود سيولة مالية لتغطية النفقات، لجأ بعض المزارعين لبيع كمية من الإنتاج داخل المعصرة بسعر مليون و200 ألف ليرة للصفيحة الواحدة، بينما لجأ البعض الآخر لضمان أرضه، إذ يتكفل الضامن بكل النفقات والأجور على أن يُحتسب له نصف الإنتاج أي نسبة 50%.
وأكدت عبير جوهر رئيسة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة أن القطاف المبكر يؤدي إلى خسائر كبيرة للمزارعين لجهة انخفاض نسبة الزيت، وذلك بسبب عدم تجمع الزيت بشكل حجيرات زيتية كبيرة وبقائه ضمن الخلايا، كما أن القطاف المبكر يؤدي لقوة تركيز الزيت وحدّته ومرارته، لأن تركيز المركبات الفينولية مازال مرتفعاً، وخاصة الاوليوروبين الذي تنخفض نسبته مع تقدّم النضج، مشيرة إلى أن هذه المركبات هي مواد مفيدة للصحة وتحمي الزيت من الأكسدة والتزنخ خلال فترة التخزين.
ودعت جوهر المزارعين إلى الالتزام بتطبيق الاشتراطات الفنية لطريقة القطاف وموعده والتنسيق مع المعصرة للإسراع في عملية العصر بعد القطاف، وتعبئة الزيت بعبوات نظيفة وجافة وعاتمة ويفضّل عبوات الصفيح المطلي باللكر الغذائي، واختيار المعصرة التي تراعي شروط النظافة وتطبق الشروط الفنية لعملية العصر.
بدورها بيّنت المهندسة سوسن القيسي رئيسة دائرة الأشجار المثمرة في مديرية الزراعة أن التوقعات الأولية للإنتاج تتجاوز 91 ألف طن بزيادة نحو 30 ألف طن عن العام السابق وبمساحة مزروعة بالزيتون تزيد عن 70 ألف هكتار، وعدد أشجار يتجاوز 12 مليوناً، 11 مليوناً منها مثمر، مشدّدة على ضرورة عدم جني الثمار إلا بعد التأكد من النضج أي عندما تتلون 60% من الثمار باللون البنفسجي، وعدم خلط الثمار المتساقطة على الأرض مع الثمار السليمة لأنها تؤثر على جودة الزيت، مع ضرورة القطاف اليدوي أو بالأمشاط، وعدم استخدام العصا لأنها تسبّب جروح الأشجار، وبالتالي تكون عرضة للحشرات والأمراض وتكسير النموات الحديثة التي سوف تحمل محصول العام القادم وتسبّب جروح الثمار وإساءة لجودة الزيت.
ورغم تعرّض الزيتون لآفة حفار الساق ككل عام، إلا أن الموسم مبشّر، وفق ما أكده رئيس دائرة الوقاية في مديرية الزراعة المهندس فهد محفوض، مشيراً إلى تراجع نسبة الآفات مقارنة بالعام السابق، إذ بلغت نسبة الإصابة هذا العام بين 40 إلى 50% بينما تجاوزت نسبة الإصابة 60% العام السابق مع بشائر تؤكد تراجع تعرّض الزيتون للآفات والحدّ منها عاماً بعد عام نتيجة العناية بالشجرة ومراقبتها.