أفكار جديدة وتقنيات متعددة في معرض خريجي قسم النحت 2024
ملده شويكاني
أفكار جديدة وتقنيات متعدّدة بتجسيد التكوينات النحتية، نفّذها خريجو كلية الفنون الجميلة، قسم النحت لعام 2024 برؤيتهم الأكاديمية المتناغمة بين المضمون والشكل في معرضهم، الذي أقيم في صالة الشعب بالتعاون بين جامعة دمشق- كلية الفنون الجميلة، بإشراف رئيسة قسم النحت في الكلية د. بتول خولدة واتحاد الفنانين التشكيليين، وبمشاركة اثنين وعشرين خريجاً، ولا شكّ في أنهم سيرفدون المشهد التشكيلي السوري الذي ما يزال يفتقر إلى حضور النحت مقارنة بالتصوير وبقية فروع الفنّ التشكيلي.
وتزامن المعرض مع الاحتفاء بأيام التشكيل السوري بإقامة معارض في الصالات الرسمية والخاصة وندوات بكلية الفنون الجميلة. وفي حديث رئيسة فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين المهندسة مهى محفوظ لـ”البعث” أوضحت أن دفعات تخريج طلاب كلية الفنون الجميلة متتابعة لكلّ الأقسام النحت والتصوير والغرافيك والعمارة الداخلية والديزاين، والأعمال المشاركة متميزة وذات سوية عالية جداً، إذ أجادوا بالكتلة النحتية والفراغ والجذور والعمق بالعمل النحتي، كما أنهم حصلوا على علامات جيدة، وأتوقع وصول بعضهم إلى العالمية ويحق لنا أن نعزّز الثقة بقدراتهم وفنهم من خلال المعارض والندوات والمؤتمرات.
وبرأيي هذه الفئة من الشباب مهمّة جداً لأنها استمرارية للفنانين الحاليين، وهم دعامة الوطن ومستقبله من خلال العمل الفني المبدع، ورفد الحركة التشكيلية بالنتاج الفني المتقدّم بكتل نحتية رائعة.
كما اقترحت محفوظ إقامة معارض متتابعة لطلاب كلية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين فرع دمشق بتخرج كل فروعها بغية تقديم الخريجين للمشهد التشكيلي وتعرفهم إلى اتحاد الفنانين التشكيليين وأعضاء الفرع والمجلس، وفي الوقت ذاته لكي يتعرف المجلس إلى الخريجين الجدد، وهذا يحقق الفائدة للطرفين، الاتحاد وكلية الفنون الجميلة، ما يعطي الدعم لبقية الطلاب بمرحلة ما قبل التخرج، وتالياً الاستفادة من نتاجهم وخبراتهم للانطلاق بالمرحلة العملية، وكله يصبّ في مصلحة الطلاب والخريجين، ليكونوا حاضرين بالمشهد التشكيلي السوري.
كما توقفت “البعث” مع إحدى الخريجات المشاركات، راما حازم قرقوط، التي تنتمي إلى عائلة فنية وشاركت بمنحوتة جسّدت فيها وضعية رجل متهالك يحاول النهوض، مركزة على كتلة عضلات الجسد مع ضبابية ملامح الوجه، والملفت قبضة اليد التي تسند الجسد وتدلّ على الثبات، وأشارت إلى أنها اختارت هذا العمل من مجموعة خماسية تحمل اسم “جرف” وتعني الهاوية التي تحتجز الإنسان بحالة مستمرة نحو السقوط، تناولت فيها الحالة البشرية في ظل المشاعر القاتمة الثقيلة التي تثير داخل النفس مساحات الحزن والقلق والإحساس بالوحدة، وعبّرتُ عن عجز الإنسان من خلال المبالغة بوضعيات الأجسام وتكوينات غير واقعية وغير مريحة، لتعكس مدى سيطرة عوالمنا الداخلية على قدراتنا الجسدية.
وعقبت بأنها تقصدت المبالغة بضخامة البنية وغياب الملامح، بغية إيضاح وضعية الجسد وصعوبة الحركة والعجز مستخدمة تقنية قولبة الريزن، وقد نفذت الفكرة ذاتها على جسد أنثوي إلا أنها وجدت أن جسد الرجل كان أكثر وضوحاً للتعبير عن رسالتها.