الأشقاء الوافدون من لبنان : نعيش في حمص بين أهلنا
تتواصل عمليات الاستجابة الإنسانية والإغاثية التي تقوم بها محافظة حمص بالتعاون مع المجتمع المحلي والجهات المعنية ذات الصلة، لتقديم المساعدات والتسهيلات للأشقاء الوافدين من لبنان عبر المعابر الحدودية الثلاثة بريف حمص الجنوبي الغربي.
وبهدف الوقوف على واقع استضافة الوافدين اللبنانيين وطبيعة معيشتهم في المحافظة والخدمات المقدّمة على كافة الأصعدة، جالت “البعث” على عدد من العائلات اللبنانية الوافدة والقاطنة في منازل ذويهم ومنازل متبرع بها في كلّ من حيي الورود والعباسية بالمدينة، حيث عبّر عدد من اللبنانيين الوافدين عن ارتياحهم وشكرهم للدولة السورية والمجتمع المحلي من أهالي الحيّ الذي يقطنون به الذين استقبلوهم برحابة صدر، وقدّموا لهم كل ما يلزم من مساعدة كلّ ضمن إمكانياته، مشيرين إلى أنهم يعيشون حالياً حياة طبيعية كانوا يعيشونها، وكأنهم بين أهاليهم، مع تقديم كافة الخدمات التي يحتاجونها “طبية ومعيشية ومساعدات إغاثية.. وغير ذلك”.
من جهته أكد مختار حي الورود سليمان العلي أنه يوجد في الحي 5 عائلات لبنانية تضمّ نحو 40 شخصاً.
بدوره أشار مختار حي العباسية باسل سليمان إلى أنه يوجد في الحي 240 عائلة لبنانية وافدة تضمّ نحو 610 أشخاص يقطنون في منازل ذويهم أو منازل تمّ التبرع بها من قبل أهالي الحيّ، لافتاً إلى أن أبناء هذه العائلات من التلاميذ والطلبة التحقوا بمدارس الحي، إذ وصل عدد الطلاب الملتحقين بالمدارس إلى أكثر من 45 طالباً وتلميذاً، مشيراً إلى تقديم كافة الخدمات للأشقاء الوافدين من لقاحات وخدمات طبية وإغاثية.
من جانبه بيّن أمين سر لجنة الإغاثة الفرعية بحمص، عدنان ناعسة في تصريح لـ”البعث” أن إجمالي عدد الوافدين اللبنانيين عبر المنافذ الحدودية الثلاثة (جوسية والدبوسية وجسر قمار) حتى تاريخه وصل إلى نحو 78 ألف مواطن، ونحو 84 ألف مواطن سوري، لافتاً إلى الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين من قبل منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الخيرية والمجتمع المحلي، سواء على المعابر الحدودية أو في مكان إقامتهم.
وأشار ناعسة إلى أنه تمّ استخراج كافة الموافقات اللازمة لتقديم مادتي الخبز والغاز للوافدين اللبنانيين ضمن أماكن إقامتهم للحصول على مستلزماتهم بكل يسر وسهولة، مؤكداً أن استجابة المنظمات الدولية لا تزال خجولة وبحدودها الدنيا، وأن هناك حاجة للمزيد، خاصة وأن السوريين العائدين تركوا كلّ شيء خلفهم في لبنان. وأضاف ناعسة أن إجمالي عدد العائلات اللبنانية القاطنة في محافظة حمص يصل إلى نحو 8 آلاف عائلة، موزعة على مناطق الريف وبعض أحياء المدينة، معظمهم يقطنون في منازل أقاربهم وذويهم أو في منازل قدّمت لهم وتمّ التبرع لهم بها، والبعض منهم استأجر منازل لهم رغبةً منهم بذلك.
وأكد ناعسة أنه يوجد في المحافظة 5 مراكز استضافة حكومية جاهزة لتقديم الخدمات، ثلاثة منها في مدارس (عبد الرحمن شتور في حي القصور، ومحمود عثمان في حي البياضة، والبراء بن مالك في حي دير بعلبة) وتتسع لنحو 1200 شخص بإدارة الهلال الأحمر، مشيراً إلى أن هذه المراكز الثلاثة لا يوجد وافدون فيها حالياً، ولم يتمّ استقبال أحد لتاريخه لكون المجتمع المحلي استوعب كافة العائلات في منازلهم أو في منازل تبرع بها، مبيناً أن هناك أيضاً مركزين للإيواء في منطقة ربلة بريف القصير، هما مركزا مار إلياس وكنيسة مريم العذراء، يحويان حالياً 70 عائلة ويقدّر عدد الأشخاص الذين يتواجدون فيهما بنحو 325 شخصاً وافداً، لافتاً إلى أنه يتمّ تقديم كافة المساعدات الإغاثية لهم، كالخبز والمياه والفرش والحصر والبطانيات والشوادر وشواحن الطاقة ومستلزمات أخرى من حليب وأدوية وغيرها للأطفال، والمعلبات.