“مخابز دمشق”: السورية للمخابز غير قادرة على حل مشكلة “سماسرة البطاقات”
دمشق – زينب محسن سلوم
رغم إجراءات دعم وتوفير مادة الخبز والإجراءات المتخذة من جهات عامة إلا أن هناك الكثير من المشكلات التي يعاني منها هذا القطاع، حيث تشهد المادة تفاوتاً في جودة الرغيف بين بعض الأفران علماً أن مصدر الدقيق ومستلزمات دعم الإنتاج واحد، إضافة إلى أسئلة أخرى تتعلّق بجودة الخبز لدى المعتمدين، كما أن ما تشهده بعض الأفران من مشكلات الازدحام وتكاثر البائعين والسماسرة بجانب الفرن، يثير التساؤلات حول الأسباب والمعالجة.
مدير فرع المؤسسة السورية للمخابز بدمشق، المهندس دريد الحمدان، أكد أن إدارة فرع المؤسّسة وحدها غير قادرة على حل مشكلة “سماسرة البطاقات” والبائعين، وأنه ولا بدّ من تضافر جهود تشاركية لحلها مع المجتمع المحلي وأعضاء لجان المحافظة ولجان الأحياء والمخاتير والرفاق المتطوعين، وتشكيل لجان مناوبة كما حدث في فرن العدوي التي تخلّصت إلى حدّ كبير من هذه المشكلة، ولا بدّ أيضاً من التعاون مع الوحدات الشرطية ودوريات التموين لكبح جماح هذه الظاهرة السلبية.
وأشار الحمدان في تصريح لـ”البعث” إلى موضوع إعادة هيكلة الدعم وتحوله من عيني إلى نقدي سيقلّل من الهدر والازدحامات وظاهرة السماسرة الذين يجمعون بطاقات المواطنين غير الراغبين بالحصول على الخبز المدعوم لعدم حاجتهم له، أو لشرائهم أصنافاً أخرى مثل الخبز السياحي والصمون، كما سيزيد من التنافسية بين الأفران.
واعتبر الحمدان أن جودة الخبز جيدة جداً لدى أغلب مخابز دمشق، وأنه يتم العمل على نقلها إلى ممتازة في كل أفران دمشق، وأن الأمر سببه تفاوت خبرة مشرفي العمل والقائمين بالعمل، فبعضهم ورث عمله أباً عن جد، وهذا يؤثر بنحو 75% في جودة الرغيف، وظروف عمل الفرن، فهناك أفران موجودة في أقبية، ما يؤثر في الرطوبة ويخفف من جودة الخبز مثل فرن الهجرة والجوازات المتوقف حالياً لإعادة تأهيله وتحسين البناء المكاني وخطوط الإنتاج فيه، كما تلعب حداثة وقدم خطوط الإنتاج دوراً أساسياً في تمايز الجودة، كذلك فإن الأفران التي تعمل بنظام الإشراف تشهد واقع عمل أفضل كون المشرف هو من ينتقي العمال ويحتفظ بالعامل الجيد، وبالتالي تشهد جودة أقل في إنتاجها، ما دفع فرع المؤسسة إلى تكثيف عملية انتقال الأفران نحو نظام الإشراف الذي أثبت فعاليته وجدواه الاقتصادية.
وبرأي الحمدان فإن المحافظة على جودة الرغيف بحاجة لتعاون المعتمد والمواطن مع إدارة الفرن، فالفرع وجه المعتمد بالحضور ما قبل الساعة السابعة لأخذ مخصّصاته في أقفاص بلاستيك مبرّدة، للحيلولة دون حصول الازدحام على الأفران بعد قدوم المواطنين إلى كوات البيع ما بعد الساعة السابعة، وعلى المواطن الحضور إلى المعتمد فور وصوله، لأن الخبز سيتمّ تكديسه لساعات طويلة لدى المعتمد، كما أنه تمّ إعداده في ساعات الليل ما يقلّل من جودته.
وفي سياق متصل، بيّن الحمدان أن هناك خططاً لتأهيل الأفران وتحديث خطوط الإنتاج القديمة ضمن الإمكانيات المتاحة، حيث تمّ تحديث وتأهيل كلي أو جزئي لـ 4 أفران ضمن فرع دمشق خلال العام الحالي في “فرن العرين، المزة 4، مساكن برزة، العمارة”، كما سيتمّ تحديث وتأهيل أربعة أفران أخرى قبل نهاية العام الحالي، وزيادة جودة الرغيف والإنتاج بفضل قلة أعطال الخطوط الإنتاجية الحديثة.
وحول سبب عدم فتح إمكانية البيع لسكان ريف دمشق من أفران دمشق، مع العلم أن الفارق بين المحافظتين قد يكون شارعاً واحداً، أكد مدير فرع المؤسسة أن هذا الأمر تمّ ضبطه لمعالجة الازدحامات وتحديد الكميات وعدم التسبّب بحصول الازدحامات، مؤكداً وجود خيارات أخرى لحل المشكلة مثل لجوء المواطن من الريف إلى المعتمدين والأكشاك ومنافذ السورية للتجارة أو مندوبي الجهات العامة، فجميعهم يمكنهم استلام بطاقات الريف والمدينة على أجهزة البطاقة الإلكترونية.