تحدي القراءة العربي بين حاتم التركاوي وربيع أحمد
غالية خوجة
ما أجمل أن يجتمع الوطن العربي في مدينة عربية! وما أجمل أن ترفرف أعلام بلادنا العربية في “أوبرا دبي” معلنة عن الوحدة العربية من خلال محورها الراقي، أي، لغتنا العريقة!
هذا الشعور بالانتماء والهوية والحضارة لن يفارقني أبداً، ولن يفارق كل من حضر وشاهد “تحدي القراءة العربي” منذ دورته الأولى، وهو الشعور ذاته سيستمر، وهو العمق الذي يزدهر مع كل الدورات، ومنها الدورة الثامنة 2024 التي فازت فيها سوريتنا الحبيبة بجائزتين: بطل تحدي القراءة، والمشرف المتميز، في جو من الوحدة العربية والألفة والمحبة والاقتناع بالنزاهة.
وبهذه المناسبة المميزة، قال وائل الخليل، القائم بأعمال الجمهورية العربية السورية في الإمارات، السفارة السورية بأبو ظبي: “نبارك للطفل السوري المتميز حاتم التركاوي الذي رفع اسم بلدنا الحبيب عالياً، فوز الطفل حاتم يؤكد أن سورية ولادة وخلاقة على الرغم من كل الظروف التي مرت بها خلال السنوات الماضية، وأن هذا الجيل الذي ولد خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، وأريدَ له أن يكون جيلاً مهزوزاً وضعيفاً، هذا الجيل فاجأنا بأنه قوي ومؤمن بنفسه ووطنه، قادر على رفع علم سورية في المحافل الدولية، وهي ليست المرة الأولى التي يفوز فيها طفل مبدع سوري، جميع الأطفال المشاركين في الدورة الحالية لتحدي القراءة العربي هم السفراء الحقيقيون لسورية في الخارج، كما أن فوز الأستاذ ربيع أحمد بجائزة أفضل مشرف متميز دليل على أن التعليم في سورية بخير على الرغم من كل الظروف، وأن المعلمين هم بناة حقيقيون للوطن.. نبارك لقائدنا ووطننا الحبيب، وللطفل حاتم التركاوي، وللأستاذ المربي ربيع أحمد، ولنا جميعاً، بهذا الفوز الذي رفع اسم وعلم سورية عالياً”.
وعن شعوره، أجابنا ربيع أحمد الحاصل على جائزة المشرف المتميز: “إنه شعور الفخر والاعتزاز الذي فاضت منه جميع المشاعر المختلطة التي لا أستطيع أن أحدّها بحدّ أو أحصرها بحصر، شعور فاضت منه مشاعر الحب والفرح والفخر والاعتزاز، ما أجمله من شعور برفع علم بلادي، سورية الحبيبة، في المحافل الدولية، لم أعش مثل هذا الشعور أبداً”، منوهاً ببعض المعوقات التي مرت منذ اللحظة الأولى للتحدي وحتى اللحظة الأولى لإعلان النتائج، كانت تزول وتُزال بهذا الجيل الواعد، المشرق، المبدع، المتميز، حقيقةً، هذا ليس بغريب عن الشعب العربي السوري، ومضيفاً: “وعن أبنائنا السوريين، وليس غريباً عن سورية مهد الحضارات والعلم والثقافة، صانعة العلماء والمبدعين والمثقفين، وهذا ليس غريباً عنا نحن السوريون، فجميع المعوقات، أي معوقات وعقبات وصعوبات واجهتنا، كانت نهايتها بسيطة عندما نرى هذا الحلم، كانت بسيطة أمام تطلعاتنا وحلمنا الواعد أمام الأمل الذي نرنو إليه، وحصدناه بجهد وتعب وشغف وحب، حصدناه بفريق متكامل مبدع وخلاّق بدءاً من وزير التربية المهتم والمتابع، والمنسق العام علي العباس، ونهاية بالفريق المتكامل من المشرفين، كنا خلية نحل تعمل لساعات طويلة، وكنا في اللحظات البسيطة، واللحظات الصعبة، نقطف الثمار، لا نألو جهداً، كنا دؤوبين في عملنا جميعاً من دون استثناء”.
لكن، متى بدأ القراءة بطلنا حاتم التركاوي بطل تحدي القراءة العربي، وماذا أضافت له القراءة؟ يجيبنا بالقول: “بدأت، منذ نعومة أظفاري، بقراءة القرآن الكريم الذي جعلني فصيح اللسان، وصقلت مواهبي مبادرة “تحدي القراءة العربي”، وزادتني علماً وبلاغة، وأضافت القراءة إلى شخصيتي الكثير من المبادئ الإنسانية مثل التسامح والتعاون مع أصدقائي والاعتذار، فكل كتاب علمني قيمة جديدة، أما بالنسبة إلى سلوكي، فغلبت على حياتي الكتب، فأنا أنام بين كتبي، وأستيقظ معها، وأصبح الكتاب صديقي الوفي”، مبيناً أنّ من الصعوبات التي واجهته هو تأمين الكتب، يقول: “كنا نطبعها في المكتبة، ولقد احتملت بعدي عن والدي الحبيب ينبوع الحنان في سبيل طلب العلم والمضي نحو القمم، أنا البدوي الأصل، من تخوم البادية السورية من قرية مسعود “.
وحول المنافسة يحدثنا: “لا أعرف شيئاً اسمه منافسة بين الأصدقاء، ومنافستي كانت مع نفسي لتنظيم وقتي ما بين تطوير ذاتي بحيث لا أكون غداً كما كنت اليوم، ولا أتخلى عن لعبي مع أصدقائي وأخوتي، ولدي طموح وحلم أن أكون سمة الحضارات، وسعيت جاهداً ليلاً ونهاراً لتحقيق هذا الحلم، وها قد توجت بطل “تحدي القراءة”، وهذا الفوز يعني لي إنجازاً رائعاً سعيت لأجله من دون كلل أو ملل، وأهديه إلى أمي سورية بلد الياسمين، وإلى أمي التي أنجبتني”.
أمّا حلمه فمقسوم إلى شطرين، يوضّح التركاوي: “أطمح لأن أكون أديباً وشاعراً، وسفيراً للطفولة والسلام، ووالدتي تريد أن أكون طبيباً أعالج آلام الناس مثل “ابن النفيس”، وأتمنى أن أحقق كل ذلك، وأجمعه كما قال شاعر بلدي وجيه البارودي: “أتيت إلى الدنيا طبيباً شاعراً، أداوي الجسد بالطل، والروح بالشعر”.
وعن أمنياته، أخبرنا بأنه يتمنى أن تصل للعالم كله رسالة “اِقرأ” أعظم رسالة في التاريخ، فهي تؤثر إيجاباً على جميع نواحي الحياة، ويضيف: “كل الشكر لجريدة “البعث” والقائمين عليها التي تابعتني ووضعت ثقتها بي”.
بدورها، وبهذه المناسبة، قالت شام البكور بطلة تحدي القراءة العربي في دورته السادسة: “أهنئ بكل فخر بطل القراءة في الموسم الثامن حاتم التركاوي، فتلك نتاج تفانيه وشغفه في عالم الكتب، وأتمنى من القلب أن يكون هذا النجاح البارز هو نقطة انطلاقة نحو رحلة مليئة بالإلهام والتحديات، فالقارئ الناجح هو من يدرك بأن العلم لا حدود له، وأن الاستمرارية في القراءة هي مفتاح النجاح المستقبلي، وأن “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة”، والقارئ الناجح هو من يدرك أن كل كتاب يفتح عالماً جديداً أمامه ويثري معرفته”، مضيفةً: “إنها رحلة شيقة وممتعة تبلغ ذروتها من خلال الثقافة والمعرفة، وأتمنى لأبطال القراءة مزيداً من النجاحات المشرقة، والاستمرار في مسيرتهم لاكتشاف عوالم جديدة وإثراء عقلهم وروحهم”.