“إسرائيل” تهرول لوقف الحرب
سنان حسن
في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض أنه لن يستعجل “إسرائيل” في حربها على لبنان حتى تنهي ما بدأت فيه، خرج أركان الكيان الصهيوني ليعلنوا أن العدوان على لبنان سينتهي في أقل من أسبوعين، فماذا تغير حتى بدأ إرهابيو الاحتلال يتراجعون عن لوائحهم التي أطلقوها قبل بدء العدوان على لبنان؟ هل لذلك علاقة بالميدان الذي فشل فيه العدو في تحقيق أي تقدم على طول المحور؟ أم أنه موعد الانتخابات الأمريكية وقربه يحتم على كيان الاحتلال إعطاء فرصة للرئيس الأمريكي ونائبته كامالا هاريس لخوض الانتخابات، وفي يدهم ورقة وقف الحرب في لبنان ومعها غزة؟
على وقع الفشل الميداني الكبير الذي مني به جيش الاحتلال على طول الجبهة لأكثر من شهر من القتال، بدأ مسؤولو الاحتلال يدلون بتصريحات تدل على أن الحرب على الجبهة الشمالية اقتربت من نهايتها. تصريح رئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هليفي مثالاً، ولكن التصريح الأكثر تجسيداً للمشهد على الحدود والفشل الكبير في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب التي أطلقها نتنياهو، هو ما قاله “وزير الدفاع” في كيان الاحتلال يوآف غالانت: “لا يمكن تحقيق معظم الأهداف خلال العمليات العسكرية وحدها، سيتعين علينا القيام بتنازلات مؤلمة”. وعليه فقد بدا يظهر علناً أن الحشد العسكري الإسرائيلي الكبير، والذي فاق الخمس فرق عسكرية والوحدات التقنية والتكنولوجية، ومئات الطائرات الحربية والمسيرة لم تستطيع أن تحرك ساكناً في المشهد الميداني.
في الحرب التي تجري على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، لا يقاس القتال وفاعليته بقلة الخسائر أو كثرتها، وإنما يقاس بما تملكه من مبادرة وحرية العمل. في الجانب الإسرائيلي بدا واضحاً عجزه عن تحقيق أي نصر ولو صغير باحتلال قرية واحدة على الحافة الأمامية، فانتقل إلى استهداف الفرق الصحية والإغاثية وقصفها بأكبر قنابل يملكها في ترسانته العسكرية. أما في جانب المقاومة فقد أثبت الأيام أنها تملك زمام المبادرة وقادرة على الفعل والتأثير في العدو، والعمليات المتلاحقة من استهداف بيت نتنياهو وقصف المجمعات والمصانع العسكرية من شمال فلسطين إلى “تل أبيب” وصولاً إلى إصدار أوامر إخلاء لأكثر من خمسة وعشرين مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة واعتبارها منطقة عمليات عسكرية يؤكد ذلك.
وعليه يمكن القول إن التصريحات الصهيونية التي جاءت متزامنة مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إرسال موفدها الإسرائيلي إلى المنطقة، عاموس هوكشتاين، هو دليل على الألم الذي توجهه المقاومة للعدو، والذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من واشنطن للحفاظ على ربيبتها “إسرائيل”، ومنع المقاومة من إعلان انتصارها على العدو الإرهابي، وهذا ما تدركه المقاومة، التي أكدت أنها لن تتراجع عن مطالبها في إيقاف الحرب على غزة، وتطبيق القرارات الدولية وإلزام كيان الاحتلال بتنفيذها، وإلا فإنها مستمرة في جبهة إسنادها والدفاع عن لبنان حتى تحقيق النصر الذي بات قاب قوسين أو أدنى.