“الهوية الوطنية.. واقع وتحديات”.. ندوة لفرع الجبهة الوطنية التقدمية في إدلب
البعث_ حسان المحمد
أقام فرع الجبهة الوطنية التقدمية في إدلب، وبالتعاون مع المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب ندوة ثقافية تحت عنوان: ” الهوية الوطنية .. واقع وتحديات ” وذلك في صالة الشهيد عدنان المالكي بمدينة خان شيخون بريف إدلب المحرر .
وفي مستهل الندوة، أكد الرفيق أمين فرع حماة للحزب أحمد النجار أن عنوان هذه الندوة يضعنا أمام معادلات أهمها أن نعي الواقع والطريق إلى تعزيز الهوية الوطنية كمكوَن أساسي وثابت وهو جوهر هذه القضية، بالإضافة إلى مكونات متحركة كثيرة وأرضية نمتلكها وننفرد فيها.
وأوضح الرفيق النجار أن الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي مرت علينا جعلتنا نتمسك بهويتنا أكثر، مشيراً إلى أن حزب البعث العربي الاشتراكي رسخ الكثير من المسائل الهامة التي عززت الهوية الوطنية، وحذر من أمور عدة تستهدف هويتنا، أولها الليبرالية الحديثة التي أشار إليها الرفيق الدكتور بشار الأسد، رئيس الجمهورية في الكثير من كلماته، وبيّن خطرها على الهوية، منوهاً لضرورة العمل على هذا الجيل الذي مر عليه الكثير من المآسي ومحاولات التأثير المباشر عليه ، مؤكداً أننا بحاجة لمشروع وطني يشارك فيه الجميع يحمل عنوان الهوية الوطنية .
من جانبه أحمد بوستة جي، وزير الدولة وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي القومي الاجتماعي، تحدث عن الدور المحوري للهوية الوطنية عبر التاريخ، وتداعي المفكرين والكتاب والسياسيين لتكريس الهوية الوطنية لتجذير الانتماء في أفكار الدولة، مشيراً إلى مفهوم الهوية الوطنية وتاريخ ظهورها وما يربط الأفراد فيما بينهم. كما تناول أيضاً العوامل ومكونات الهوية والتحديات الداخلية والخارجية التي ولدّت المقاومة والنضال الذي يسهم في تعزيزها.
من جانبه طلال حوري قدّم تعريفاً مفصلاً للهوية الوطنية، وتأثيرها على المنظومة الثقافية والاجتماعية، منوهاً للتحديات التي واجهت الهوية الوطنية في سورية، وما مر من أحداث سعت بالدرجة الأولى لتحطيم وطمس هويتنا.
وأشار لما يجمع الشعب السوري، وما يتميز به من فسيفساء فريدة كانت حاملاً أساسياً للهوية الوطنية، وحافظت عليها رغم كل التحديات التي تمر علينا، والتي كانت ومازالت تستهدف هويتنا الوطنية .
بدوره أكد الدكتور فاروق أسليم، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، أننا نعي الخطر الذي يستهدف الهوية الوطنية، وما يجب أن نقوم به لحمايتها وتعزيز حضورها. كما أشار إلى أن هويتنا منذ تشكيل الدولة الوطنية كانت منفتحة خارج حدودها، ومقاومة للاعتداء الأجنبي عليها، وتحدث عن الثقافة الليبرالية الجديدة التي تهدف لإلغاء كل الهويات الوطنية، إضافة إلى ظهور نزعات تفتيتية، مؤكداً أن الحرب على سورية كان الهدف منها إسقاط الشعب الحامل لتلك الهوية. وبيّن ما نحتاجه اليوم لتعزيز هويتنا الوطنية والحفاظ على نسيجنا الوطني واستثماره في هذا المنحى.
وقد لخص الدكتور فاروق أسليم هذه الاحتياجات بضرورة تجديد الخطاب، وإصلاح المناهج، وتأسيس فرق شبابية من مكونات ثقافية مختلفة تتحاور حول تحديات الهوية وسبل تعزيزها، كما أشار إلى ضرورة وجود خطة وطنية نتشارك جميعاً لتطبيقها، واستقطاب المواطنين في المهجر، والتعامل مع كل المكونات بسوية واحدة، وإحداث مراكز للدراسات الإستراتيجية، مؤكداً أننا في سورية معنيون جميعاً بهذا الخطاب ونحتاج إلى تسامح ومحب، مشيداً باهتمام اتحاد الكتاب العرب بخطاب الهوية وحرصه على توسيع دوائر المشاركة في مناقشته، ولا سيما لدى فئة الشباب لكونها الفئة الأكثر معاناة من مسألة وعي الهوية الوطنية.
حضر الندوة الرفيق ثائر سلهب محافظ إدلب، والرفيق اللواء عبد الباقي عفارة قائد شرطة المحافظة، والرفاق أعضاء قيادة الفرع، وأعضاء مجلس الشعب، ورئيس مجلس المحافظة، وأعضاء المكتب التنفيذي، وعدد من الرفاق في الحزب والدولة.