“سرطان الثدي”.. معاناة نفسية وجسدية.. وعبء ثقيل على منظومة الرعاية الصحية
سرطان الثدي من التحديات الصحية البارزة التي تواجه العالم في العصر الحديث، وهو مرضٌ يحمل في طياته معاناة جسدية ونفسية للمرضى وأسرهم، ويشكل عبئاً كبيراً على منظومات الرعاية الصحية، كما يُعدّ الأكثر شيوعاً بين النساء حول العالم.
الدكتور عبد الرحمن أبو روميا رئيس قسم الأورام في مشفى ابن النفيس بيّن في حديث لـ “البعث” أن سرطان الثدي من أشيع السرطانات التي تصيب النساء وليس هناك سبب محدد لحدوثه، بل هناك عوامل تزيد من نسب الإصابة به، وأهمها العمر حيث تزداد نسبة الإصابة بالتقدم بالعمر، وتبدأ المخاوف بالإصابة من عمر خمسون عام فما فوق عند السيدات، بالإضافة إلى عامل الوراثة والذي يشكل نسبة 15% من معظم حالات سرطان الثدي المشخصة وتزداد نسب الإصابة عند السيدات اللواتي لديهن قصة مرضية في العائلة لاسيما في الأصول أي أقارب الدرجة الأولى، ولفت إلى أن للبلوغ المبكر دور كبير في الإصابة بسرطان الثدي كما أن الحمل بسن متأخر دور بالإصابة والتدخين وأيضا التعرض للأشعة.
وتابع أبو روميا أن هناك طفرتان أساسيتان في سرطان الثدي طفرة البراكة 1 وطفرة البراكة 2 وتلعبان دور أساسي بتنظيم تواتر انقسام الخلية وإصلاح تلف الحمض النووي الـ”دي إن أي” وهناك فحوصات من خلال الفحص الدوري بتحليل دم محيطي لإجراء فحص للطفرتان أنفتا الذكر للتأكد من الإصابة، وفي حال كان العامل الوراثي موجود وثبت بايجابية تحليل الطفرتان يتم البدء بالعلاج الهرموني لمدة خمس سنوات وكذلك من الممكن استئصال ثديين وقائي واستئصال مبيضين.
أما في مجالات العلاج فقد بين أبو روميا أن هناك حملات كبيرة للكشف المبكر عن سرطان الثدي وأهميته تكمن بزيادة نسب الشفاء والتقليل من نسب الوفيات وأهم ما تم القيام به إجراء فحص دوري للسيدة كل سنة، إضافة إلى إجراء ايكو للثديين وتحت الإبطين مع إجراء المامو غراف وهو ما يساعد بكشف سرطان الثدي قبل ظهور الآفة وهي ببدايتها في مرحلة التكلسات، إضافة إلى إجراء الخزعة موجهة بالإبرة أو الخزعة الجراحية ويتم هذا الإجراء عند ظهور الكتلة أي آفة واضحة بالثدي، لتبدأ مرحلة العلاج الجراحي في حال تم الكشف المبكر للأفة وبعدها العلاج الكيماي والشعاعي والهرموني فالعلاج الجراحي يكون بمراحل سرطان الثدي الباكرة أما بالمراحل المتأخرة الجراحة ليس لها دور، وبالنسبة للعلاج الكيماوي يتم إعطاء علاج كيماوي ما قبل جراحي إذا كان حجم الورم كبير من أجل تقليص حجم الورم لتكون الساحة الجراحية أقل، والعلاج الكيماوي المتمم يتم إعطائه بالمراحل الباكرة بعد الاستئصال الجراحي بمقدار ثمان جرعات كل 28 يوماً، وفيما يخص العلاج الشعاعي يعطى بعد الاستئصال الجراحي والكيماوي، والعلاج الهرموني وهو الإجراء الأخير يتم إعطاء المريضة علاج هرموني من 5 – 10 سنوات.
وأشار أبو روميا إلى وجود علاجات متطورة الحديثة وهدفية تستهدف المستقبل الموجود على سطح الخلية بالتزامن مع العلاجات المناعية والأدوية الحديثة والهرمونية الحديثة.