مزارعو الحمضيات يطالبون بالدعم التسويقي لتغطية تكاليف الإنتاج
اللاذقية – مروان حويجة
مع دخول محصول الحمضيات في مرحلة التسويق، تكثر هواجس ومخاوف المزارعين من ضياع المردود في ظلّ أسعار لاتغطي الاحتياجات والأعباء الإنتاجية التي يتكبدها مزارعو الحمضيات، ويؤكد عدد من المزارعين أنّ الأسعار لاتزال غير مكافئة لجهودهم واتعابهم وتكاليف إنتاجهم، فهناك أصناف تخضع للعرض والطلب، بما ينعكس على تدني الأسعار، ويطالبون بتقديم الدعم التسويقي الذي يجعل محصولهم بمنأى عن التردي السعري، وبما يمكنهم من الحصول على مردود يغطي تكاليف العملية الإنتاجية والتسويقية.
مدير الزراعة في اللاذقية المهندس باسم دوبا بين أن إنتاج المحافظة هذا العام يقدّر بكمية ٥٤٠ ألف طن، وهو إنتاج متوسط من حيث الكم، ولكنه ممتاز من حيث النوعيّة، وذلك جراء توفّر الوارد المائي، وانتظام برامج الري المتّبعة بين مديريتي الزراعة والموارد المائية، وتحقيق الاكتفاء المائي لهذا المحصول، وبالجدوى الإنتاجية المطلوبة، إضافة إلى تأمين احتياجات المزارعين من السماد بنسبة ٢٠٪ من المصرف الزراعي، وجملة من الإجراءات الحكومية المقدّمة للمحصول كالمازوت الزراعي للحراثة، وتأمين احتياجات المناطق المروية بغير الشبكات الحكومية من مادة المازوت.
وأوضح دوبا أن الفريق الحكومي درس في اجتماعه مؤخراً واقع تسويق الحمضيات، والإجراءات التي تمّ اتخاذها العام الماضي، وآثارها الإيجابية على التسويق، والاستمرار في هذه الإجراءات، ومنها تخفيض السعر الاسترشادي من ٨ آلاف إلى ألفي دولار، وتقديم الدعم لعملية الشحن بنسبة ٢٥ ٪ في مرحلة الذروة، ونسبة ١٠٪ خارج الذروة، وجملة من الإجراءات المقترحة من المصدّرين وغرفة الزراعة والمزارعين من خلال التواصل معهم، وما من شأنه تحقيق العائد والمردود الجيد المبتغى من محصول الحمضيات، بما ينعكس على المزارع وعلى قدرته على تقديم الخدمات لهذه الزراعة، لدعمها وحمايتها من التراجع.
وعزا مدير الزراعة تراجع زراعة الحمضيات إلى صعوبات التسويق، وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، وصعوبة تأمينها من قبل المصرف الزراعي جراء الظروف القاسية الراهنة المترافقة مع الحصار والمقاطعة الموجودة من بعض الشركات، حيث تكون هناك صعوبة كبيرة في تأمين مستلزمات الإنتاج، وتكون أسعارها عالية.
من جهته رئيس اتحاد فلاحي محافظة اللاذقية أديب محفوض، شدد على أهمية التسويق بالنسبة للفلاحين من خلال تحسين الأسعار، وزيادة معدل استجرار المحصول من قبل السورية للتجارة، لأن الكمية المستجرة خلال الموسم الماضي كانت قليلة.
وأشار محفوض إلى ضرورة معالجة الصعوبات التي تعترض الفلاحين، ومنها ضرورة تأمين المازوت بكمية تلبّي احتياجات العملية الزراعية، والسماد لما له من أهمية بالغة للأشجار، ومستلزمات العملية الإنتاجية، والتركيز على تحقيق أسعار أفضل من الموسم الماضي، وتقديم التسهيلات للحصول على ريعية واعدة بموسم مبشّر للأخوة الفلاحين .
من جهته رئيس لجنة سوق الهال معين الجهني، طالب بالتركيز على التكلفة الإنتاجية التي يعاني منها المزارع، حيث تبلغ تكلفة إنتاج الكيلو نحو ألف و٣٠٠ ليرة، وهناك تكلفة الجني والتسويق وسعر عبوات بما يعادل أيضاً نحو ١٣٠٠ ليرة، وهذه التكاليف يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من الجهات المعنية، ليتمكن المزارع المنتج من الحصول على مورد عيش من محصوله، ومردود يغطي تكاليف إنتاجه من حراثة وري وسماد ونقل وتسويق وغيرها، وهذا الدعم ضروري لتمكين المزارع من متابعة العملية الإنتاجية وللحفاظ على زراعة الحمضيات واستمرار متابعة المزارع لمحصوله كمصدر عيش له ولأسرته .
يشار إلى أن زراعة الحمضيات تحظى بأهمية كبيرة على مستوى محافظة اللاذقية التي تحتل المرتبة الثانية ، حيث تقدر المساحة حوالي ٣٠ ألف هكتاراً، و تشكّل ما نسبته ٣٠ ٪ من المساحة القابلة للزراعة، بعدد أشجار مايقارب ١٠ ملايين شجرة، إلّا أنّ هذه الزراعة تأتي في المرتبة الأولى من الناحية الاقتصادية، وبذلك تتقدّم على محصول الزيتون إنتاجياً وزراعياً كونها تشغل معظم مناطق الأراضي المروية التي تكون إنتاجيتها أكبر بأضعاف مضاعفة من المناطق البعلية التي تنتشر فيها زراعة الزيتون.