رياضةصحيفة البعث

التخبط والعشوائية يقودان الفتوة لخسارة قاسية في بطولة التحدي الآسيوي

ناصر النجار

خسر الفتوة بقسوة أمام فريق السيب العماني بخمسة أهداف نظيفة مع الرأفة في افتتاح بطولة التحدي الآسيوي لحساب المجموعة الثالثة التي تجري مبارياتها في مسقط العمانية.

في البداية هذه البطولة في التصنيف الآسيوي تأتي في المرتبة الثالثة وتضم فرقاً من بلاد كروية مغمورة كبوتان وغوام ومن على شاكلتها، ومن الوطن العربي لا تضم إلا بعض الفرق القليلة التي لم تجد لها مكاناً في البطولتين الأولى والثانية، كلبنان وفلسطين والبحرين وعمان، وهذا يدل على أن كرتنا وصلت للدرك الأسفل من البطولات الآسيوية نظراً لضعف الدوري وضعف الفرق التي لم تطبق الشروط الآسيوية لترتقي بمكانتها.

ومع ذلك كانت مشاركة الفتوة مخجلة ومؤلمة ليس لأنصار الفتوة فقط، بل لكل محبي كرتنا باعتبار المشاركة الخارجية تمثل الكرة السورية، والفتوة كفريق حاز على بطولتي الدوري والكأس كما يقدم نفسه للعالم، لم يكن على قدر هذا التمثيل، ولم يستطع الدفاع عن بطولتيه ولا على سمعة كرتنا، فكان الوضع أكثر من مزعج، وهنا ننصح اتحاد الكرة مستقبلاً ألا يسمح لأي فريق بالمشاركة الخارجية دون أن يكون أهلاً لها.

إدارة الإنقاذ المفترضة في النادي دمرت الفريق ولم تنقذه، وهذا دليل على أن الأمور بنادي الفتوة لا تسير بالطريق الصحيح، بل تسير وفق أهواء من يتولى شؤون الفريق، فتارة يبتعد عن النادي ويتركه يغرق في شبر ماء، وتارة يقترب منه ليقضي عليه قضاء مبرماً، والأسباب في ذلك باتت واضحة، وأهمها الجهل في التعامل مع الكرة والبحث عن المصالح الشخصية.

وإذا كان المال قادراً على شراء بطولات محلية، فإن ذلك لا يكفي لبناء فريق كروي يخدم في كل السنوات ويعلي الرايات، فكرة القدم تعيش على الديمومة وليست كرة مناسبات.

في التصرف الأخير نجد أن النادي استقدم طاقم تدريب جزائري، وأكثر من ثمانية لاعبين محترفين من الجزائر ومصر وتونس ومالي، ومن المؤكد أن هؤلاء لم يأتوا لنادي الفتوة كرمى راياته الزرقاء، بل جاؤوا مقابل المال ولا شيء غير المال، والمؤسف أن أغلب اللاعبين المتعاقد معهم هم من كبار السن أو من المغمورين، ولو كانوا غير ذلك لما لوصلوا للنادي.

على العموم صرف النادي المال الوفير على رحلة سياحية لمدة أسبوع وسيعود منها بغير فائدة ولو أنه صرف هذا المال على لاعبيه وعلى قواعده لكان أفضل، فكل المحترفين مع مدربهم لن يعودوا من مسقط إلى ملاعب الدوري، وسيقضي أهل الفتوة مباريات الدوري بين الحسرة والندامة!

المسؤولية هنا على المكتب التنفيذي الذي أطلق العنان لإدارة نادي الفتوة لتتصرف على هواها، فبعيداً عن السمعة والخسارة القاسية، فإن الموارد المالية لنادي الفتوة من هذه المشاركة ذهبت بين السياحة والسفر والاستجمام وقد تصرف على المحترفين، وكان من الأفضل أن تعود هذه الأموال إلى صندوق النادي لينعش فرقه، بعض المقربين من نادي الفتوة يخشون أن تقع الإدارات القادمة للنادي بمطب مطالبات اللاعبين المحترفين ومدربيهم المالية، فالتوقعات تشير إلى أن الإدارة الحالية ستستقيل وتترك (الشقى على من بقى) وإن غداً لناظره قريب.