“الثقافة والتنمية” ردّاً على مقولة “الثقافة من أجل الثقافة”
طرطوس ـ محمد محمود
بالتعاون مع “الملتقى الوطني للإبداع ـ مواسم” أقام المركز الثقافة العربي، أمس، محاضرة بعنوان “الثقافة والتنمية” للباحثة المهندسة ريم العلي، ناقش فيها الحاضرون تأثير الثقافة وأدواتها على تطور المجتمع وتنميته.
وبيّنت الباحثة ريم العلي في تصريح لـ”البعث” أن المطلوب اليوم الاهتمام والتعرف إلى كيفية استثمار الثقافة في سبيل تحقيق التنمية الشاملة وفي هذا ردّ على ما كان يُقال في الماضي “الثقافة من أجل الثقافة” فقط كالفن من أجل الفن، بينما نلاحظ اليوم أن للثقافة أهداف تنموية نبيلة لا بدّ من رعايتها وإرساء دعائمها في المجتمع العصري، وأكثر تلك الأهداف النبيلة أهمية، لا بل رائدها على الإطلاق هو إعداد الإنسان وبناؤه بناء معنوياً.
كما بيّنت العلي أنّ العلاقة بين الثقافة والتنمية هي علاقة عضوية، وأنّ دور الثقافة في التنمية الشاملة هو أساس، فتحسين ظروف العيش الإنساني لم يعد يترجم فقط بزيادة المداخيل، بل يفرض تحسيناً مستمراً لنوعية الحياة نفسها، وهذا البحث الدؤوب عن القيم هو بالنتيجة مسار ثقافي يعبر الفرد من خلاله عن كرامته الأساسية وتساويه مع الآخرين عبر الاتصال والخلق و إعطاء معنى للحياة”، مضيفةً: “ليس المطلوب اليوم التخلي عن ثقافتنا المحلية، بل المطلوب أن يكون عندنا ثقافة متجددة تؤمن لنا المشاركة الحضارية في المجتمع الإنساني فالحديث عن العلاقة بين الثقافة والتنمية هو أيضاً حديث عن المستقبل، وتحديداً مستقبل الخطط التنموية ودور الأجيال الشابة في تحقيقها”.
وختمت العلي بالقول: “لا نبالغ إذ نقول إنّ الثقافة تلعب دوراً حيوياً في حركة التغيير وتنمية المجتمع عن طريق بناء المواطن الصالح الواعي والحكيم والمدرك بحذر ووعي وانفتاح بنفس الوقت لكل ما حوله، وتالياً فإنه لا يمكن لمجتمع اليوم أن يتطور وينتمي إلى الغد، لكن إذا تمكن ذلك المجتمع من استيعاب كامل للعلوم والتقنيات، وكل ذلك يتطلب التفكير في المناهج الدراسية مثلاً، وفي المسارات الهادفة إلى ترجمة أهداف التنمية في الدول المعنية إلى خيارات حقيقية، وهنا يأتي دور ما يسمى بالسياسة الثقافية الناتجة عن تفاعل ما بين المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية، المحلية والدولية، وبلورة آفاق جديدة تكون المشاركة الشعبية والشبابية الواسعة إحدى أهم قواعدها”.