ثقافةصحيفة البعث

ميرنا طوقة: الزيّ الشعبي قيمة جمالية تراثية جسّدتها فعلاً ثقافياً

اللاذقية- مروان حويجة

أفردت حيّزاً كبيراً من إبداعها الفنّي وجهدها التدريبي التطوعي، للمساهمة في تقديم القيم الجمالية والتراثية التي تتجلى بالزيّ الشعبي، بكلّ فنونه ومعالم جماله وعراقته، وتؤكد المدرّبة الاختصاصية المهندسة ميرنا محمد طوقة أهمية تضافر الجهود الفردية والجماعية الهادفة إلى تعميم ثقافة إحياء التراث، لأنّه يعدّ أمراً حيوياً جوهرياً، وأولوية من الأولويات الواجبة للحفاظ على الهوية الثقافية، من خلال تعزيز الوعي بأهمية التراث وتشجيع الأجيال الجديدة على التعلّم والتعرّف الواسع والمستمر على تاريخهم وثقافتهم.
وترى طوقة أنّ التركيز على إحياء فنون الزي الشعبي والحرف اليدوية، أمر مهمّ جداً بمجمل عناوين وأولويات ومساحات تنطوي تحت تجسيد ثقافة إحياء التراث والحفاظ عليه، وتعوّل كثيراً على أهمية التدريب وتنمية وصقل المهارات التي تفتح مسارات مهمّة لتعزيز الهدف المنشود، لأنّ التدريب عنصر أساس في تطوير المهارات اللازمة للتشغيل الفعّال من خلال توفير فرص تدريبية تمكّن الأفراد من اكتساب المعرفة والخبرة اللازمة للنجاح في مجالاتهم، وهذة الفرص لا تساهم فقط في تحسين مستوى الكفاءة الفردية، بل تساهم أيضاً في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة، وهذه الفرص التدريبية يمكن أن تشكل نواة لمشاريع مستقبلية، إذ يمكن للمشاركين تطبيق المهارات المكتسبة في إنشاء مشاريعهم الخاصة، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية ورفع مستوى المعيشة.
وأوضحت طوقة أنّ دورة الخياطة التي تمّ تخريجها، مؤخراً، تعدّ مثالاً عملياً على كيفية دمج التدريب المهني مع العمل التطوعي بما يدعم جهود إعادة إحياء التراث من خلال الزيّ الشعبي، وتضيف: “كانت تجربتي التطوعية ذات قيمة كبيرة في نفسي، وخاصة عندما يتعلّق الأمر بتدريب الخياطة، وتنفيذ الزيّ الشعبي لرابطة أبناء وبنات الشهداء، إذ كان الهدف من تطوعي، هو تقديم الدعم والمساعدة لأسر الشهداء، من خلال تعليمهم وإكسابهم مهارات جديدة، حيث تعلّمت المشاركات أساليب الخياطة الحديثة، وكيفية استخدام الأدوات والخامات، ولقد حرصتُ على تعريفهن بأهمية التراث الثقافي، وإشراكهن في تنفيذ الزي الشعبي”.
وتابعت طوقة: “عملنا مدة شهرين متتاليين، كانت التحديات موجودة، لكن الحماس والرغبة كانا يدفعان الجميع إلى الاستمرار، وكانت اللحظات الأكثر تأثيراً هي تلك التي شهدتُ فيها تطور مهارات المشاركات، وثقتهن بأنفسهن ورؤية الفرح في عيونهن، عندما أنجزن أول الملابس ثمرة جهودهن وتعبهن وتدريبهن”، مؤكدةً أن تجربتها التطوعية مع رابطة أبناء وبنات الشهداء، كانت مليئة بلحظات الحبّ والتعلّم، وأنها فخورة بما وصلت إليه المتدرّبات من تطور في مجال الخياطة وقدرتهن على الدخول بسوق العمل بكل ثقة وإيمان بمهاراتهن، وأنّ هذا يدفعها إلى مواصلة عملها التطوعي وإعطاء خبراتها بكل حبّ وشغف واهتمام.