” كلمة الرفيق الأمين العام للحزب أمام مجلس الشعب.. عناوين ومضامين ” في ملتقى البعث للحوار في اللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
أقامت قيادة فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي – مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الحزبي الفرعي، الجلسة الرابعة لملتقى البعث للحوار هذا العام تحت عنوان ” كلمة الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي – الرفيق بشار الأسد رئيس الجمهورية أمام مجلس الشعب في الدور التشريعي الرابع – عناوين ومضامين”، وذلك في دار الأسد للثقافة بحضور حشد من الفعاليات الحزبية والجبهوية والشعبية والثقافية والمجتمعية والنقابية.
وأكّد الرفيق د.عصام درويش، رئيس مكتب الإعداد الحزبي الفرعي، أنّ خطاب الأمين العام للحزب الرفيق الدكتور بشار الأسد يشكّل منهج وخارطة طريق رسمت سياسات ورؤى، ووضعت برامج للحلول، وحدّد الخطوط العريضة للتحديات وسبل المواجهة، ولاسيما أنّ سورية جسدت صموداً وانتصاراً على عدوان ظالم استمر أكثر من ثلاثة عشر عاماً، شكلت في جوهرها حروباً متعددة على شعوب المنطقة والعالم المتمدن وقيم الإنسانية، حيث بلغ العدوان ذروته بعد طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة ولبنان عبر التدمير والقتل والإبادة الجماعية، وصولاً إلى استشهاد سماحة السيد حسن نصر اللّه قائد المقاومة الإنسانية في لبنان، وبرغم كل أشكال العدوان والاستهداف فإن سورية صامدة بفعل التضحيات الجسام للشعب والجيش والقيادة التاريخية الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد.
وتحدث الرفيق الدكتور عمار مرهج – دكتوراه في العلاقات الدولية والحقوق- عن استلهام الكثير من المضامين والعناوين الوطنية الكبرى في كلمة الرفيق الأمين العام للحزب، وملامستها لكل الظروف والتحديات بجرأة وشفافية وموضوعية، فالأولوية ليست للطمأنة ورفع المعنويات – على أهميتها – بل الأولوية لشرح الواقع كما هو، وطرح الحلول الممكنة لأن سياسة الهروب خطرة، والأهم مواجهة التحديات ومعالجة المشكلات، وهنا يتجلى تأكيد السيد الرئيس على بناء النقاشات على التشخيص الدقيق للواقع والأسباب وأساسه الوضوح والشفافية، وقطع الطريق على تقديم وعود لا يمكن للمسؤول الوفاء بها، وتكريس المكاشفة والمصارحة المبنية على وطنية وأخلاق، فالوطنية ليست مظهراً ولا ادعاء بل انتماء متجذّر، ووفاء وولاء.
وأشار د.مرهج إلى العناوين الكثيرة والمضامين الكبيرة في الخطاب، وفي كل حرف منها تحمل نهجاً نتلمسه ونرنو إليه في كل مجالات الحياة وميادينها وعلى كافة الأصعدة الداخلية والخارجية، ما يجعل الخطاب منهجاً لخطة عمل وطنية شاملة، فمهما كانت التحديات والخيارات صعبة، لكن ليس هناك استحالة، ولاسيما عندما نتمعن جوهر الخطاب الذي جاء جامعاً لقواميس وطنية تواكب الأجيال، بما تناوله من قضايا ومصطلحات دقيقة حول التمييز بين التطبيع النفسي للشعب العربي المختلف عن التطبيع الرسمي، وأن أي خطوة باتجاه المصالحة أساسها وحدودها ومعيارها السيادة والحقوق والأرض، وأن التاريخ لا ينتهي إلا عندما تسقط الشعوب، والشعوب لا تسقط إلا عندما تفقد انتماءها لأوطانها ومجتمعاتها وتاريخها وعقائدها. وأما الليبرالية الحديثة فقد حذّر منها السيد الرئيس، وأشار إلى التكنولوجيا العصرية التي تأخذنا حيث لا نرغب، والوقوف في وجهها ضرب من محال، وكما كانت العيون والقلوب شاخصة إلى قائد الوطن في كلمته التاريخية، فإن المسؤولية الوطنية والمؤسساتية والبعثية تستوجب تجسيد هذا الخطاب برنامج عمل على مستوى الأفراد والمؤسسات وكل فعاليات المجتمع وأبناء الوطن .
من جهته الرفيق الدكتور أوس درويش – كاتب ومحلل سياسي- رأى أن الخطاب بما قدّمه من رؤى ومضامين، تعكس دلالات جوهرية في أبعادها الوطنية بكل تجلّياتها، فكان مقارباً بواقعية مطلقة للوضع الداخلي والخارجي، ففي الوضع الداخلي كان التركيز على الخطط والأداء الحكومي والعمل المؤسساتي، والخطط الاقتصادية التي ينبغي أن تكون متوافقة مع العمل الحكومي، وتقييم الأداء وفق معايير وأسس دقيقة ومحددة وواضحة، وفي المجال الإقليمي والخارجي، أشار السيد الرئيس إلى أن أي خطوة مع تركيا يجب أن تكون على أساس المصارحة لا المجاملة، وأساسها الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة، وترسيخ المصلحة السورية الوطنية، وتأكيد سيادته أن المقاومة في غزة ولبنان واليمن هي شرف وكرامة وفخر لنا، وعلاقة سورية مع المقاومة علاقة متجذرة عميقة وإستراتيجية، وهذا تأكيد أن سورية أساس محور المقاومة مهما كانت التحديات والظروف، وقد أثبتت سورية بفكر ونهج ومواقف السيد الرئيس بشار الأسد، أنها في قلب محور المقاومة والداعمة لها، وهذا ما عبّر عنه المقاومون الشرفاء الأحرار، بما يجسّد ويرسخ النهج الوطني والقومي لسورية ودفاعها المستمر عن القضايا والحقوق العادلة، وتمسكها بدورها المحوري في المنطقة، وهذا ما استهدفته قوى العدوان والحرب الظالمة عليها، لكن سورية بتلاحم الشعب مع جيشها الباسل وقيادة السيد الرئيس، دحرت هذه القوى والمخططات لتبقى قلب العروبة النابض، وتمضي قدماً في خياراتها ومسؤولياتها وواجباتها القومية بكل ثبات واقتدار وبإرادة قوية وهذا ما يثبته دورها وموقعها الريادي عبر سنوات وعقود من تاريخها .
وتحدث الرفيق المهندس هيثم إسماعيل، أمين فرع اللاذقية للحزب، فأوضح أن أهم ما يمّيز خطاب الرفيق الأمين العام للحزب الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية، أنه خطاب جماهيري يحاكي كل أبناء الشعب وشرائح المجتمع، وبالتالي عندما نتحاور حول مضامين وعناوين الخطاب، فنحن نستذكر هذه المضامين والعناوين لنستلهم منها، ونبني عليها، ونقتدي بها، في برامج وخطط عمل في مرحلة تشريعية جديدة من مجلس الشعب، وبرؤى إستراتيجية رسمها الخطاب، فكل ما جاء في الخطاب يؤسس لهذه المرحلة في المجالات والجوانب والقطاعات، وبجهود الجميع، مع مراجعة السياسات والخطط القائمة ومدى فاعليتها في ظلّ المستجدات والمتغيرات، وسبل الارتقاء المستمر بها، وتأكيد السيد الرئيس أن المقاومة نهج مستمر وراسخ وثابت حتى تحقيق النصر، وهي في جوهر عملنا السياسي، لأن التمسك بالمقاومة هو الطريق إلى النصر.
واغتنى الملتقى والمداخلات والنقاشات الحوارية حول التجسيد العملي الملموس لمضامين الخطاب، واعتماد الحوار المستمر حول هذه المضامين على أوسع نطاق مجتمعي، وتفعيل دور المؤسسات في مختلف جوانب الحياة، وتوسيع التواصل بين أعضاء مجلس الشعب مع المواطنين بآليات محددة، وإمكانية تخصيص مقر لهم للقاء مع المواطنين، والتركيز على الخطط بعيدة الأمد واعتماد المعالجات المستدامة للقضايا المطروحة للحل والمعالجة، والتركيز على برامج وخطط العمل الميدانية، وغيرها من رؤى وأفكار .
حضر الملتقى الرفاق أعصاء قيادة فرع اللاذقية للحزب، والجبهة الوطنية التقدمية، وأعضاء مجلس الشعب، والمحامي العام في اللاذقية القاضي باسم سعيد، وأعضاء مجلس المحافظة، وقيادات الشعب الحزبية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية، وشخصيات ثقافية وفكرية وإعلامية .