اتحاد الكرة مطالب بفرض الضوابط.. والانسحابات “موضة” جديدة؟
ناصر النجار
للمرة الثالثة ينسحب الطليعة من مباراة مقرّرة له في الدوري الأولمبي، وكانت الأخيرة أمام أهلي حلب يوم أمس الثلاثاء، وسبق أن انسحب من أول مباراتين من الدوري بدعوى عدم وجود لاعبين لدى النادي، وعندما شارك في الأسبوعين الثالث والرابع حقّق فوزين على الوثبة بهدفين لهدف وعلى تشرين بهدفين نظيفين، وبذلك بطلت دعوى إدارة النادي بعدم وجود لاعبين، فالعرض الذي قدّمه الفريق كان جيداً ومستوى اللاعبين متميزاً، وهم ذخيرة النادي لمستقبله في السنوات المقبلة، وأمام الاعتذار الأخير الذي لم يصدر فيه بيان رسمي من النادي، نجد أن إدارته ظلمت هؤلاء اليافعين والمواهب بإبعادهم عن الدوري لأسباب لا ندري ما هي؟!.
أيضاً فريق جبلة اعتذر عن مباراته مع أهلي حلب في وقت سابق بدعوى عدم توفر مواصلات وعدم القدرة على تأمين حافلة تقلّ الفريق إلى حلب، وبغضّ النظر عن الأعذار المقدّمة وليس من صلاحيتنا البحث فيها، إلا أن هذا الدوري ليس له ضوابط تقيه من اللامبالاة التي يتعامل بها بعض الأندية معه، فمتى شئنا لعبنا ومتى شئنا اعتذرنا، ما يحوّل الدوري إلى أشبه ما يكون بدوري الأحياء الشعبية ليس فيه ضوابط تلزم الفرق بالمشاركة والتفاعل بالدوري.
اتحاد كرة القدم عندما أصرّ على وجود هذه الفئة ضمن برنامج المسابقات كان يهدف إلى حماية جيل كامل من اللاعبين يخشى عليه أن يتسرّب من الأندية إلى الأحياء الشعبية، فتفقد كرة القدم جيلاً مهماً من الممكن أن ينتج العديد من المواهب والخامات الواعدة ووجوده مهمّ وأفضل لكي يدعم فرق الرجال ولا تنقطع السلسلة الكروية التي تبدأ من فئة البراعم.
ومشاركة هذه الأعمار الصغيرة في الدوري الأولمبي يؤهلها ويصقل موهبتها لتصبح جاهزة لدخول فرق الرجال، وكم من نادٍ استعان بهؤلاء اللاعبين ليدعم صفوف فريقه الأول في حال غياب بعض اللاعبين، ونذكر في الموسم الماضي كيف أن إدارة نادي الطليعة دفعت بفريقها الأولمبي للمشاركة بثلاث مباريات بدوري الدرجة الممتازة بعد أن (حرد) فريق الرجال لدواعٍ مالية، وكانوا خير معين للنادي وأنقذوا فريقهم من الهبوط إلى الدرجة الأدنى.
اتحاد الكرة صاحب المشروع عليه أن يضع ضوابط للأندية لكي يحمي مشروعه من الاستهتار وليحافظ على أهدافه والغاية منه.