أخبارصحيفة البعث

” تعزيز الانتماء والهويّة عند جيل الشّباب”  في ندوةٍ فكريّةٍ بجامعة تشرين

اللاذقية – آلاء حبيب 
أقيمت في جامعة تشرين، ندوةٌ فكريّة بعنوان ” تعزيز الانتماء والهويّة عند جيل الشّباب”، وذلك بالتعاون بين مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في فرع جامعة تشرين، وفرع اتّحاد الكتّاب العرب باللاذقية.
وأشار  مدير  الندوة الباحث نجدة زريقة، إلى هاجس الهويّة والانتماء الذي يشغل بال المثقف العربي، منذ نشوء الدولة العربية الحديثة وتحررها من الاحتلال. و كيف لا يمكن لأيّ هويّة وطنيّة أنّ تثبت قدرتها على المواجهة الفعّالة، دون استعدادٍ جادٍ للنقد الذاتي. ويُعد هذا النقد مدخلاً لإعادة ترتيب العناصر المكونة للهويّة، بما يتيح تعزيز ما هو إيجابي فيها، والتخلص من السلبيات التي أثبتت عدم منفعتها في الماضي، فإمكانية تعديل الهويّة لعناصرها هي التي تضفي عليها طابع الهويّة التاريخية.
 وتحدّثت الدكتورة معينة بدران، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في فرع جامعة تشرين، عن رؤية السيد الرئيس بشار الأسد حول الانتماء والهويّة، وتأكيده المستمر في خطاباته على أنّ المقاومة الحقيقية تبدأ من الفكر، عبر التّصدي لمحاولات إلغاء الهويّة والانتماء، وأنّ الحرب الحالية لا تقتصر على الميدان، بل تهدف كذلك إلى تدمير الهويّة، وأكّد أنّ هذا التحدي ليس وليد اللحظة بل يمتد لأكثر من مئة عام، من محاولات الغزو الفكري والثّقافي وتشويه الهويّة. كما تطرقت الدكتورة بدران إلى الأبعاد المختلفة للهويّة، مشيرةً إلى الأبعاد الوطنية، والعروبية، والإسلامية.
وتناول الدكتور بسام  أحمد، استاذ في كلية الحقوق العلاقة القانونية، بين الفرد والدولة، موضحاً مفهوم الشعب من المنظور القانوني، وأنّ الهويّة والانتماء ليسا مجرد روابط قانونية بل روابط روحية، غير أنّ هذه الروابط لا تنفصل عن القانون. وبيّن أنّ الدولة تقوم على ثلاثة عناصر أساسية: الشعب، والإقليم، والسّيادة، حيث يمثل الشعب عنصر الهويّة والانتماء، والدولة لا تقوم إلا بوجوده. كما أشار إلى أنّه عند حصول الفرد على جنسية الدولة، فإنّ للدولة التزامات بتوفير حياة كريمة له وضمان العدالة والمساواة، بينما يتحمل الفرد واجب احترام قوانين الدولة وأداء واجباته نحوها. وذكر أنّ القانون الدولي لا يلزم بتطابق المفهومين القانوني والاجتماعي للشعب.
أما الدكتور أوس درويش، دكتوراه في القانون العام، فتحدّث عن الانتماء لدى الشباب،وأسباب ضعف الشعور بالهويّة لدى بعضهم. واستعرض عدداً من الأمثلة على الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع، وتناول كيف استُغلت هذه الأمور من قبل بعض الأشخاص والكتّاب الذين يدّعون قيماً لا يطبقونها في الواقع، ويعززون بذلك أفكاراً تتعارض مع مبادئ المواطنة الحقيقية. وأكّد على مسؤولية بعض المثقفين الذين ينبغي أنّ يكونوا قدوة في أفعالهم، وأنّ يعكسوا أفكارهم على أرض الواقع لخلق توازن بين الفكر والعمل.
حضر الندوة الدكتورة ميرنا دلالة أمين فرع جامعة تشرين، والدكتور مصطفى ابراهيم رئيس الجامعة، وقيادة فرع الجامعة، والأديب  ممدوح لايقة رئيس فرع اتّحاد الكتّاب العرب في اللاذقية، وقيادات حزبية وإدارية وطلابيّة، واختتمت الندوة بالعديد من المداخلات .