صحيفة البعثمحافظات

ظاهرة الدروس “الفيسبوكية” ما بين البدعة والفائدة.. و”التربية” مدعوة للإشراف

البعث – علي حسون

كثرت في الآونة الأخيرة في المدارس الاعتماد على الدروس المصورة والنشر على صفحات التواصل الاجتماعي “فيس بوك أو تيكتوك”، إذ يتفنن المدرسون والمدرسات بإظهار قدراتهم التعليمية وتطبيق طرائق التدريس بكفاءة عالية من خلال محاولتهم إتقان اللغة وتجاوب تلاميذ الصفوف الأولى معهم للتحدث بلغة سليمة، لضمان نجاح الفيديو، والحصول بالتالي على أكبر قدر من المشاهدات والإعجابات ولو كان ذلك على حساب الجودة التعليمية.

خروج عن المسار!

يعتبر الكثير من المدرسين أن ما يقوم به زملاؤهم هو بدعة دخيلة على الوسط التعليمي والتربوي لاسيما أن أغلب الفيديوهات المصورة لا تحمل في طياتها الغاية التعليمية بقدر ما تشكل خروجا عن المسار المرسوم وفق المناهج التربوية والخطط الدرسية لأسباب أقل ما يقال فيها أنها نوع من طلب الشهرة الشخصية، مؤكدين أن أغلب هؤلاء المدرسين يقدمون أنفسهم من خلال فيديوهات هي بالنسبة لهم ورقة اعتماد لقبولهم في مؤسسات القطاع الخاص بناء على شهرتهم عبر صفحات التواصل،

مع ذلك، هناك قسم لا بأس به من المدرسين والخبراء التربويين يرى أن الدروس المصورة لها وقع إيجابي على التلاميذ لإدخال المعلومة بطريقة مستحبة وقريبة تعود عليهم بالنفع وتنعش الذاكرة، إلا أن الدروس المصورة تحتاج إلى ضوابط وأسس تعليمية وقرارات ناظمة. ولم يغفل هؤلاء أن هكذا دروس هي بمثابة تبادل الخبرات بين الزملاء مع خلق جو من المنافسة الإيجابية بين المدارس، إضافة إلى أن مشاركة التلميذ بالدرس أمام الكاميرا ينمي شخصيته.

مدرسون بالظل! 

الخبير التربوي والأستاذ في قسم المناهج بكلية التربية، الدكتور أصف يوسف، يعتبر أن الدروس المصورة لا تعد حافزاً لباقي المدرسين فمن يعمل من قلبه وضميره لا يبحث عن الشهرة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى الكثير من المدرسين الذين يعملون بالظل ولا تتم الإضاءة على جهودهم التربوية.

ولفت يوسف إلى ضرورة وجود قرار أو تعميم من وزارة التربية حول هذه الظاهرة كي تكون مؤطرة ضمن قوانين وشروط يضعها المعنيون والمختصون في الوزارة، إضافة إلى أن التصوير والنشر عبر صفحات التواصل بحاجة لموافقة جميع المشاركين بالدرس ومن بينهم التلاميذ، وفي حال عدم رضا أو اعتراض أحد منهم يعتبر التصوير مخالفاً للأنظمة الأخلاقية والتربوية بآن معاً.

ويرى الدكتور يوسف أنه في حال التصوير يمكن إعداد هذه الدروس المصورة وإرسالها إلى وزارة التربية ومن ثم يتم اختيار المناسب ونشره عبر صفحات تربوية معتمدة.