الدوري الأولمبي لكرة القدم.. استنزاف لخزينة الأندية وفائدة فنية محدودة
حمص- نزار جمول
لا نزال كرتنا تسعى من أجل إثبات الذات في كنف التراجع والترهل لأسباب متعدّدة “فنية وإدارية ومالية”، وفي ظلّ كلّ هذه الأوجاع ما يزال اتحاد اللعبة يصرّ على تطبيق دوره في تطوير اللعبة وتفاصيلها ودعمها بكلّ جديد، فها هو يسعى لإقحام تقنية “الفار” إلى ملاعبنا، متناسياً أن هذه الملاعب تحتاج ليس للصيانة فحسب بل لتغيير جلد معظمها، فكيف ستدخل هذه التقنية إلى ملاعب تفتقر لأدنى المقومات؟.
يحاول الاتحاد إنقاذ الكرة السورية، من ما يسمّى “الدوري الأولمبي” الذي ظهر بنسخته الأولى بلا هوية، كما أنه لم يقدّم أي جديد للأندية الاثني عشر التي تلعب في الدوري الممتاز، سوى أنه أتاح الفرص لبعض اللاعبين ليلعبوا دورياً، وهم كانت فرصهم قليلة في اللعب في فرقهم الأولى، ناهيك عن أن هذا الدوري وجد لاستنزاف أموال الأندية التي تصفر في صناديقها رياح الحاجة والعوز ومعظمها ترزح تحت ديون طائلة لما يسمّى “الداعمين”.
الكثير من الأندية التي استمعنا لآراء بعض من أعضاء إداراتها ومن كوادر وإداريين وجماهير ومحبين اعتبروا إقرار هذه الفئة بدوري كامل لن يقدّم فنياً للأندية أي تطوير ممكن بل هو تكاليف مالية كبيرة ليست بوقتها، حيث كشف الكابتن مصطفى الرجب المدير الفني لنادي الكرامة لـ”البعث” أن الفريق الأولمبي يختلف عن باقي فرق الدوري، مبيناً أن كلّ فرق الدوري شكلت فريقاً أولمبياً وكادراً منفصلاً عن فريق الرجال، بينما في نادي الكرامة فهو يملك 15 لاعباً أعمارهم بعمر الفريق الأولمبي ويتدرّبون مع فريق الرجال لأنهم من عداده، ومنهم شارك بالدوري كمهند فاضل ومحمد السراقبي والزقريط والحلواني والتدمري والحديد والحافظ وغيرهم.
ويرى الرجب أن هذا الفريق حقّق فائدة فنية نسبية ليبقى بعض اللاعبين الذين لا يشاركون في فريق الرجال بجاهزية تامة ويكتسبون خبرة المباريات الرسمية، ومع ذلك يوجد مشكلة وهي أن مدرّب فريق الرجال يعاني من تغيير بعض التمارين لأن مباريات الأولمبي في منتصف الأسبوع ويتدرّب لاعبوه ثلاثة أيام منفصلة عن فريق الرجال بيوم قبل المباراة ويوم المباراة ويوم للاستشفاء بعدها ليبقى اللاعب بالثلاثة أيام نحو 14 لاعب رجال منهم حارسان، وكما تمّ ذكره أن نصف لاعبي فريق الرجال أعمارهم بعمر الفريق الأولمبي وهم يشاركون بالدوري الأولمبي، وبيّن الرجب أن الفريق تضاف من خلاله أعباء مالية على النادي.
وفي المقابل وبعد النتائج غير الملبية لفريق الأولمبي في نادي الوثبة اتخذت إدارته عدة قرارات، أهمها إيقاف مستحقات كادر ولاعبي الفريق الأولمبي حتى تتحسّن النتائج وإيقاف اللاعب يزن إدريس حتى إشعار آخر.
ويرى المدير الفني للفئات العمرية في نادي الوثبة الكابتن ماهر الدالاتي أن الدوري الأولمبي الذي أقرّه اتحاد اللعبة منذ الموسم الماضي كان يمكن أن تكون فكرته جيدة لو أن الأندية يتوفر لديها المال اللازم، مشيراً إلى أنها غير مجدية لا فنياً ولا مالياً لأن اللاعبين المميزين يلعبون في فريق الرجال ويمكن توزع باقي اللاعبين على فرق الدرجة الأولى.
وشدّد الدالاتي على أن الأجدر كان التركيز على الفئات العمرية “شباب، ناشئين، أشبال” بدوري متكامل يرافق دوري الرجال أو إقرار بطولة خاصة كبطولة كأس الجمهورية للشباب، معتبراً أن المصاريف التي تترتب على الدوري الأولمبي باهظة وبدون فائدة فنية تذكر، فهو كما تبيّن دوري تأدية واجب ليس أكثر وبدون حافز حيث لا يوجد به هبوط أو صعود للفرق وبطل الدوري فيه يمكن أن يحصل على مكافأة قد لا تكفي قيمتها لمصاريف مباراتين خارج أرض الفريق.