تحكم أصحاب المعامل وضعف الطلب يحدثان ركوداً وإحجاماً عن مستلزمات الشتاء
طرطوس- دارين حسن
بات من الصعب على ربّ الأسرة تأمين مستلزمات فصل الشتاء من وسائل تدفئة وألبسة وغيرها من الضروريات، ولاسيما بعد ارتفاع الأسعار بشكل يفوق مقدرته الشرائية.
“البعث” رصدت في جولتها على بعض أسواق المحافظة آراء أصحاب المحال، إذ أشار حبيب (صاحب محل لبيع السجاد والبطانيات) إلى ارتفاع أسعار هذا العام عن العام الماضي بنسبة ٢٥%، وذلك إثر ارتفاع أسعار الفيول والمازوت والكهرباء وضريبة الدخل وأجور النقل واليد العاملة على أصحاب المعامل، ما انعكس بدوره على أصحاب محال المفرق والمستهلك معاً، لافتاً إلى أن زيادة الضرائب المالية على المعامل وأصحاب الفعاليات التجارية زادت الأسعار بشكل كبير، فبعد أن كانت ضريبة المحل مليون ليرة العام الماضي ارتفعت لتصل هذا العام إلى أكثر من أربعة ملايين ليرة، كما أن أجور النقل ارتفعت منذ أسبوعين ٤٠%، كذلك أجور شحن البضائع، إذ إن تكلفة الطرد تفوق الـ ٣٠ ألف ليرة من دمشق أو حلب ومن طرطوس إلى المناطق، وحتى الحوالات المالية باتت تكلفتها كبيرة، إضافة إلى أن نقص العمالة في البلد انعكس على ارتفاع أسعار البضائع، مبيناً أن سعر السجادة كان العام الماضي بين ٢٥٠- ٣٠٠ ألف ليرة، أما اليوم فقد ارتفع سعرها ليتراوح بين ٥٠٠ ألف إلى مليون ليرة، وسعر البطانية مفرد ونصف ٣٥٠ ألف ليرة، في حين يتراوح سعرها مزدوجة بين نصف مليون و٧٥٠ ألف ليرة، علماً أنها صناعة وطنية، لكن المواد الأولية استيراد والشحن الخارجي زادت تكاليفه.
وأشار بعض التّجار إلى أن أي معمل يعمل بمادة الغزول أو القطنيات والأقمشة والألبسة يرفع السعر تلقائياً بسبب ارتفاع أسعار الأصبغة كونها مستوردة، إذ إن درجة ونوع الأصبغة يلعبان دوراً كبيراً في السعر، وإلى وجود شركات تحترم سمعتها ومكانتها في السوق كشركة المجد وغيرها، حيث تصدر كل يوم أو شهر أو اثنين نشرة معدلة للأسعار تتضمن ارتفاع أو انخفاض أسعار أو عروضاً.
ولفت تجار إلى ضعف الحركة الشرائية واستدانة المواطنين، وفي كثير من الأحيان يضطر البائع أن يبيع برأسمال أو أقل ليسدّد ديونه للتاجر الذي يتعامل معه، مشيرين إلى وجود مواطنين يسوّقون من خلال النت ما أثر على حركة البيع لديهم، كذلك مواطنون يعملون في منازلهم دون ترخيص ودون حسيب أو رقيب، وأصحاب بسطات يبيعون بضاعة المحل نفسها دون تكبدهم ضرائب باهظة.
أما أصحاب محال الألبسة، فقد أشار البعض منهم إلى أن هناك جموداً وركوداً في الحركة الشرائية، فقد يمرّ يوم دون بيع أي قطعة، مع ارتفاع الأسعار إلى الضعفين هذا العام عن سابقه، ما أحدث ضعفاً بحركة المبيع، في ظلّ عجز المواطنين، وخاصة الموظفين منهم، عن شراء قطعة ملابس يصل سعرها إلى نصف راتبه، لذلك فإن اتجاه الوالدين في هذه الظروف الصعبة إلى تأمين الطعام والشراب لأبنائهم وتوفير مستلزمات دراستهم، ومن لديه كنزة أو بنطال من أعوام سابقة “يمشي حاله”، مبينين أن سعر الكتزة الصوف النسائي تتراوح بين ٧٥- ١٨٥ ألف ليرة، وبنطال الجينز بين ١٥٠- ٢٥٠ ألفاً، والبيجامة الكاملة بين ١٨٥- ٥٠٠ ألف ليرة حسب نوعها، مخمل أو قطن أو شاموا، في حين يتراوح سعر البنطال الولادي بين ١٢٠- ١٦٥ ألف ليرة والكنزة بين ٧٥- ١٤٥ ألفاً، والبيجامة الكاملة ولادي بين ١٦٠- ١٩٥ ألف ليرة.
وما يخصّ المدافئ، فقد تراجع الطلب كثيراً على شراء مدافئ المازوت والكهرباء لعدم توفرهما، وبالمقابل ازداد الطلب على شراء مدافئ الحطب، حيث أوضح إسماعيل، صاحب أحد المحال، ارتفاع أسعار مدافئ الحطب لتسجل هذا العام سعراً يصل إلى ٦٥٠ ألف ليرة، مع وجود مدافئ بسعر يفوق المليون ونصف المليون ليرة حسب حجمها ونوعها، كما تتراوح أسعار مدافئ المازوت بين ٢٠٠ ألف إلى ما يزيد عن المليون ليرة، فهناك مدافئ يصل سعرها إلى أكثر من خمسة ملايين كنوع “الأولمر”، مشيراً إلى أن الطلب يكثر على المدافئ الشعبية ذات الأسعار المقبولة نوعاً ما والتي تتراوح بين ١٧٥- ٦٠٠ ألف ليرة.
من جهته، أوضح عضو غرفة صناعة وتجارة طرطوس وأمين سرها، كفاح قدور، إلى أن ارتفاع أسعار مستلزمات الشتاء يعود إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من حوامل الطاقة وأجور الشحن وعوامل وكلف الاستيراد، حيث ارتفعت أجور شحن البضائع من الصين والهند ومن بعض الدول الأوروبية أيضاً، كما ارتفعت أجور شركات التأمين، مبيناً أن تكلفة كيلو الكهرباء على الصناعيين ثلاثة آلاف ليرة، مشيراً إلى ضعف المقدرة الشرائية للمواطنين، فالراتب اليوم لا يوازي الأسعار في الأسواق لكافة البضائع والمنتجات.